17 سبتمبر 2025

تسجيل

الحاجة الى الضبط تحت الضغط

12 أبريل 2014

التواجد فى هذه الحياة نعمة قدرها الله سبحانه وتعالى لكل من وُجد فيها، وفى المقابل فان هذه النعمة تستحق المحافظة عليها من قَبل كل من كُتب له حق هذا التواجد، وذلك بعدم التفريط بها تلك النعمة، ومعرفة الكيفية التى يمكنه بها تسخير كامل جهوده؛ كى يُحقق الغرض من تواجده أصلاً، ولربما نختلف فى الكيفية، ولكننا نتفق على نقطة أساسية وهى أن ما يجدر بنا فعله هو تحقيق الغرض من تواجدنا فى هذه الحياة دون أن نتأخر عن تلك المهمة أبداً، (المهمة) التى قُدر لنا بأن نقوم بها وسط محيط لا يخلو من الأفراد الذين يتحمل كل واحد منهم مسؤولية القيام بما عليه من مهام لا تختلف عن مهامنا أبداً، وتحتاج منا الى مد قنوات المساعدة؛ كى نُحقق المُراد، فهو المُراد أصلاً، ولكن ما يحدث أن الصعاب التى ومن الممكن بأن نواجهها فى حياتنا ونحن فى طريقنا نحو تحقيق المُراد قد تضعنا فى صدام يصعب التعامل معه، ويحتاج الى تهذيب فنون التواصل والاتصال التى قد نملكها، ولكننا لا ندرك كيفية توظيفها بشكل يُساعدنا على الاستفادة منها كما يجب، وهو ما نلمسه مع بعض الأفراد ممن يحرصون على تحقيق غاياتهم دون أن يلتفتوا للآخرين، فما يهم هو تقديم مصالحهم الشخصية التى تنصب فى قالب لا يهتم الا بتحقيق ما لهم من أهداف، تُجبرهم على التمسك بآلية الدفاع الهجومى الذى يُبيح لهم وفى سبيل تحقيق مُرادهم تدمير الآخرين مهما كان نوع العلاقة التى تربطهم ببعضهم البعض، فكما ذكرت مصالحهم تتقدم كل شيء، ولكن ما يغيب عنهم أننا فى نفس الدائرة التى تُحملنا على بذل المساعدة، وبث ثقافتها فيما بيننا؛ كى نتعاون وبشكل سليم يُقدم لنا الكثير مما يمكننا معه جعل الحياة أفضل وأجمل. ان ما يحدث معنا هو أننا ندور وسط دائرة تجعلنا فى بعض المواقف بحكم (الفاعل)، وفى مواقف أخرى بحكم (المفعول به)، مما يعنى أن ما سنبذله لغيرنا فى هذا اليوم، سيُبذل فى سبيلنا فى يوم آخر، وكل ما يخرج منا ويكون، سيعود لنا وان كان ذلك بعد حين، وما أرمى اليه هو أننا نحتاج للتفكير وبشكل جدى فى التعاملات التى تدور بيننا وبين الآخر فى مواضع كثيرة، لا يجدر بنا الاستهتار بها أبداً مهما كانت المواقف التى تجمعنا به، وهى تلك التى قد تشهد ضغوطات نعانى منها ولا يجدر بها بأن تطفو على السطح؛ لتمتد الى الآخر، بقدر ما يجدر بنا حفظها فى الأعماق، وهى تلك المنفلتة دون ضبط يحكمها ويوجهها؛ لتكون فى المسار السليم.حين نتعامل مع الآخرين فان الأمر لا يتطلب منا دعم المواقف بكثير من التعالي، أو بتسريب الألوان السيئة للمعاملة، حتى وان كانت كذلك بسبب الضغوطات التى نواجهها، ولا نستطيع التحكم بها، ويحسب من لا يُجيد الحساب أنها تُبرر له بل وتُبيح حق التعامل معهم بطريقة قاسية وجارحة لا ترحم، ولا تهتم بمشاعرهم، بل على العكس تماماً، فهو بحاجة ماسة الى ضبط نفسه، والبحث عن الكيفية التى تُساعده على التعاطى بشكل مُثمر وفى نهاية المطاف، يعود بنفعه على جميع الأطراف.أيها الأحبة: ولأعوام ونحن نتشارك هذه اللحظات الجميلة التى تبدأ لحظة الكتابة، وتمتد الى لحظة القراءة، التى نأمل بأن يخرج منها كل واحد منا بأكبر كم من الفائدة، والفائدة التى أرجوها لكم هذا اليوم، هو التعرف على جملة من الآراء التى تدور حول موضوع الضغوطات التى نتعرض لها، وتؤثر علينا، فتؤثر على رغبتنا بالعطاء، الذى ولربما يكون منا ولكن بشيء من الاساءة التى تطل وبكل وقاحة (فى بعض الأحيان) من التعامل الذى يكون بيننا وبين أطراف أخرى، والحق أن الحياة لا تُقصر معنا، وتُكرمنا بين الحين والآخر بمواقف تضغط علينا وبشكل طاحن، لا يجدر بنا معها تلك المواقف بأن ننهار ونُسلم؛ لنتقدم بما لا يحق له بأن يكون، كأن نتعامل بطريقة غير لائقة، وتبتعد عن حدود اللباقة، التى تحتاجها العلاقات البشرية؛ كى ترقى أكثر، فما نسعى اليه هو هذا النوع من الارتقاء الذى ندركه دوماً من خلال تسليط الضوء على موضوعات كهذه تكشف لنا الكثير من خلالكم، فاليكم ما هو لكم منكم فى هذا اليوم.من همسات الزاوية الثالثةلا عيب بأن تغضب وتثور وتعلن تأثرك بما يدور من حولك، ولكن العيب كل العيب بأن تسمح لذاك الغضب بأن يتجاوزك؛ ليمتد الى غيرك وبطريقة جارحة وهو من لا يستحق منك ذلك؛ لذا كن راقياً وحاول ضبط اعدادات نفسك؛ كى تحافظ على صورتك أمام من يعرفك جيداً بحكم المعرفة التى تربطك به، ومن لا يعرفك ولكن تجمعك به ظروف الحياة.