10 سبتمبر 2025

تسجيل

وكيف لا تفعل؟

12 أبريل 2011

تحدثنا في المرة الماضية حين كُتب لنا اللقاء عن "الأحقاد"، فكان حديثنا تحت عنوان "كيف تحصد الأحقاد"، ولم يكن ما نُشر قد نُشر لنشر "الكيفية" بين الناس والتباهي بها، أي "كيفية حصدها تلك الأحقاد السامة"، بل للتعرف عليها وإليها، فيدركها الغافل "منا"، ويستيقظ قبل أن يدركه الوقت، وقبل أن يتمادى بظلمه على الآخرين، وحجته في ذلك وله أن أحداً لم يردعه ويمنعه. حين تطرقنا تلك المرة بالحديث عن الأحقاد، فطرقنا باب ذاك النموذج الحي الذي يسعى لبلوغ مبتغاه متبعاً سياسية "المطرقة والسندان" في التعامل، أشرنا إلى نقطة مهمة في الختام كانت نصيحة تستحق المتابعة والاتباع وهي: لا تظلم، ولا تتباه بظلمك للغير أمام الغير. "نعم" قد انتهى الحديث حينها بظهورها "النقطة"، ولكن "لا" لا يُعقل بأن تكون تلك النهاية دون ذكر ما يبرر موقع تلك النصيحة، فما يتبعه أكبر ولاشك أهم، فإليك أيها النموذج ومن تمثله ويتبعك: أولاً: حين تظلم فإن ما سيحدث هو أنك ستفقد بعضاً من صفاء روحك، وفي كل مرة ستفعل سيكبر ظلمك، وسيتقلص صفاء روحك شيئاً فشيئاً، حتى لتجد نفسك جسداً "فقط" يفتقد الجانب الطيب الذي يكسب محبة الآخرين؛ فتغدو بالنسبة لهم غائب الروح، حاضر الجسد، "الجسد" الذي سيتلقى كل دعاء سينطق به كل من وقع عليه ظلمك. ثانياً: حين تتباهى بظلمك للغير أمام الغير، فإنك تحرض وستحرض من حولك على تحفيز الحقد في نفوسهم؛ لتصبح هدفاً مشروعاً لأحقادهم التي ستحصدها في حينه وحدك، فأنت وحدك من غرست بذورها في نفوسهم، بتصرفاتك التي لن تدرك مدى بشاعتها حتى تقع عليك من غيرك، أو تسترجع بعضاً من صفاء روحك الذي فقدته من قبل لتُطهر نفسك وتندم على ما بدر منك، وهو ما سيحدث، ولكنه سيتطلب وقتاً لربما يطول قبل أن تدركه فتدرك ما فاتك، وهو ذاك الذي يدركه نقيضك ألا وهو: روعة أن تسير بين الخلق وأنت تحمل من الأسباب ما يجبرهم على تقديرك، وحبك وأنت هنا على الأرض، وهناك تحتها أي من بعد أن يأخذ الله أمانته، وروعة أن تظل ذكراك حية في نفوس من حولك وإن رحل جسدك عنهم؛ لتكسب دعاءهم مع كل خطوة ستذكرهم بك في كل لحظة ستمر بهم وعليهم بعد رحليك. كم هي هينة تلك المدعوة "خسارة"، وبرغم أن الوصول إليها لا يتطلب الكثير من الوقت، أو الجهد، فان نتائجها فادحة، تُدرك ولكن من بعد "حين"، يحين حينه حين ندرك قيمة ما يملكه من سعى منذ المقام الأول إلى "الربح"، ربح محبة الخالق أولاً، تلك المحبة التي ستوجهنا إلى كسب محبة الخلق فيما بعد، فنحن وبلا شك لن نتعامل معهم إلا بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، وفي النهاية لن يكون لنا إلا ما سعينا إليه منذ البداية، فإما هي الخسارة التي لن تنجب إلا الخسائر، وإما هو الربح الذي سنحصد خيره كثيراً إن شاء الله، ولكم القرار في ذلك، وحتى حين فليوفق الله الجميع لكل خير. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]