12 ديسمبر 2025

تسجيل

ماذا يريد الجمهور؟

12 مارس 2023

عَلّق أحد المتابعين السّياح على تصويري لأحد الفنادق في حسابي على السناب شات بأن كل شيء جميل في قطر، هي بلد نظيفة ومُنظمة ومتطورة وبها أماكن عديدة لكنها خالية من الناس!! وقرأت تعليقات مُشابهة في تويتر تصف جمال الدوحة وكثرة مرافقها وخدماتها ومقاهيها ومطاعمها لكن الإقبال ضعيف عليها، ويقارن كثير من السيّاح خاصة الخليجيين بين الدوحة في فترة مونديال 2022 حيث كانت وجهة مهمة قصدها ملايين البشر حول العالم ليحضروا مباريات كأس العالم وبالتأكيد أن البلد كان مكتظاً بالسيّاح والفعاليات الملائمة لكل الفئات العمرية ولكل الثقافات والاهتمامات، والأكيد أن بعد المونديال سيعود الوضع طبيعيا ولن تكون الفعاليات كما هي في كأس العالم ولا الزحمة نفسها، وهذا أمر طبيعي قد يحدث في بلد لا يزيد عدد سكانه على ثلاثة ملايين نسمة! وفي يناير 2023 أعلنت قطر للسياحة عن مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي بدأت من وقتها ومستمرة إلى ما قبل رمضان مثل مهرجان المناطيد وفعاليات قطر لايف التي تضمنت مجموعة من الحفلات الغنائية والعروض الفنية العالمية، بالإضافة إلى بطولة العالم للتزلج الشراعي وبطولة البنك التجاري الدولية للفروسية - الشقب برعاية لونجين، ومعرض المجوهرات والساعات ومهرجان قطر الدولي للأغذية الذي يقام هذه الأيام، بالإضافة إلى مهرجان قطر للتسوق والذي يتضمن فعاليات ترفيهية متنوعة في المراكز التجارية وغيرها كثير من الفعاليات!! إذا الفعاليات موجودة ولكن هل تجد تفاعلاً من الجماهير؟!! ماذا ينقصها ليُقبل الجمهور خاصة القطريين على الفعاليات؟! ربما تكون هناك مشكلة في التسويق والإعلان لهذه الفعاليات التي قد تصل متأخرة للجمهور أو لا تصل أصلاً؟! هل نوعية الفعاليات لا تناسب ذوق واهتمامات الجمهور؟! هل مواعيد وأماكن إقامة هذه الفعاليات لا يتناسب مع الجمهور؟! هل الجمهور لا يحب حضور الفعاليات ويفضّل البقاء في المنزل بين الصالونات النسائية والمجالس الرجالية؟! في المقابل تنفذ وزارة الثقافة والحي الثقافي كتارا مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية وأيضاً يكون الإقبال ضعيفا عليها وتجد عددا قليلا من الحضور في حين أن بعض الشباب من الجنسين يقفون في طابور لمدة تزيد على النصف ساعة من أجل الحصول على طاولة في أحد المقاهي (الهبّه) أو الترند! هل هناك مشكلة في أسعار تلك الفعاليات مثلاً؟! أعرف أن بعض الفعاليات لا تحتاج إلى رسوم لدخولها، نعم قد تكون أسعار الفنادق والمطاعم والمقاهي مرتفعة مقارنة ببعض الدول المجاورة وأعتقد أن هذا الأمر بحاجة إلى وقفة مع الجهات المسؤولة لتنتعش السياحة الداخلية خاصة وأن الصيف على الأبواب! إذا أين هي المشكلة في عدم إقبال الجماهير على الفعاليات وعلى الأماكن السياحية؟! عندما نسافر للدول المجاورة نَشعر بزحمة الناس في كل المقاهي والمطاعم في الفطور والغداء والعشاء وحتى في إجازة الأسبوع بل وصباح يوم الجمعة، والوضع هادئ في الدوحة وكثير من المطاعم تفتقر الزحمة خاصة أيام الأسبوع (يبدو أن الشعب القطري يحب الأكل في البيوت)؟! أعتقد أن قطر للسياحة بحاجة إلى عمل استبيانات متنوعة لتقيس رضا الجمهور عن الفعاليات وتتعرف على مقترحاتهم ونوعية الفعاليات الجاذبة لهم ليتم سد هذه الثغرات ولتجد الفعاليات إقبالاً أكثر ويتشجع الجمهور للخروج من بيوتهم!! • يتذمر الجمهور من عدم وجود فعاليات تُشجع السياحة في قطر، في حين أن قطر للسياحة عرضت أجندة فعاليات تستمر لما بعد شهر رمضان فأين الخلل هل في التسويق لتلك الفعاليات أم في نوعيتها؟ أم في الجمهور نفسه؟! • لتنشيط السياحة الداخلية لابد من مراجعة أسعار الفنادق والمقاهي والمطاعم لأنها مُكلفة والسفر قد يكون أوفر!