17 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم العالمي للمرأة وغياب القدوة

12 مارس 2023

الاحتفال العالمي السنوي بالمرأة الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 والذي انبثق نتيجة المظاهرات التي قامت بها عدد من النساء الغاضبات بسبب ظروف العمل القاسية مقابل أجر زهيد والمطالبة بمساواتهن بالرجال في الأجور وتخفيف ساعات العمل، في ولاية «ماساتشوستس « لتبدأ من هنا شرارة الانطلاق بتفعيل يوم 8 مارس يومًا عالميًا للمرأة تحت مسمى « اليوم العالمي للمرأة « خلاله تجنّد الدول الندوات والمحاضرات والجلسات كما هي التبريكات والتهاني والهدايا،، لتصبح المرأة سيدة الموقف في هذا اليوم، ويصبح الحديث عن المطالبة بحقوق المرأة وذكر انجازاتها لتختزل تلك الحقوق والانجازات في يوم واحد ثم يكون هباء منثورا..ويبقى السؤال هل يبرز قيمة المرأة وأهميتها وذكر حقوقها ومساواتها بالرجل في هذا اليوم فقط ؟!، أم مجرد ذكر ما وصلت اليه المرأة في عالمنا المعاصر من انجازات قيادية ومهنية ابدعت وانتجت ونجحت !! أم أنه سرد لما تعانيه المرأة في الدول خاصة في المناطق التي تقع تحت خط الفقر والجهل، وفي مناطق الحروب والصراعات، من قساوة وضيْم وجفاء وعنف، أم المرأة التي تعاني من ظلمة الأسر في السجون المظلمة في الدول الجائرة، وما تتعرض له من انتهاك لعرضها والاغتصاب القهري والقتل في بيئات مازالت تحكمها العنصرية البغيضة، والجاهلية المرتدّة،، ثم مع نهاية هذا اليوم يتوقف مؤشر الاهتمام بالحديث عن المرأة ليعود من جديد سنويا،،وتذهب التوصيات والنتائج أدراج الرياح.. …. كغيرها من الدول احتفلت دولة قطر بهذا اليوم على جميع المستويات المؤسسات والوزارات بتنظيم الجلسات واللقاءات للتذكير أولا بهذا اليوم ثم لإعطاء المرأة وزنها وقيمتها في المجتمع ومنها الجلسة الحوارية الثرية التي نظمها مركز الامتياز للتدريب والاستشارات بمعهد الدوحة للدراسات العليا بعنوان «حوار حول اليوم العالمي للمرأة بين الاحتفاء والنقد « أشارت المتحدثات الى بعض النماذج النسائية التي كافحت وناضلت من أجل الدفاع عن حقوقها، ودورها التفاعلي في المساهمة في تحضرها وتطورها، والاختلاف بين المجتمعات في حقوق المرأة، ما يكون للمرأة الغربية من حق في مجتمعها، يكون العكس في المجتمعات العربية،، وغيرها من المحاور المطروحة فيما يخص المرأة. لاشك قبل انبثاق قرار الاحتفالية بيوم المرأة الذي هو قرار غربي كما هو الاحتفالية « بعيد الأم «، فالمرأة كرمها الاسلام وصان حقوقها بطبيعة جنسها هي الأم والمربية والحاضنة لكيان الأسرة هي مدرسة لصناعة الأجيال لمجتمعها. ونماذج كثيرة من الرجال الذين يتبوأون اليوم مناصب قيادية ومهنية تعليمية واقتصادية وسياسية وطبية، هم ثمرة من ثمار المرأة التي تدرك دورها في التربية والمسئولية وعطائها بقيمها وثوابتها، ومكانتها، والدفاع عن حقوقها لا يختزل في يوم واحد، وساعات محدودة، ومحاضرات وندوات وتبريكات انما يجب التعايش مع المرأة ليس بانجازاتها في الميدان العملي وما نالته من مناصب داخلية وتمثيل خارجي والمشاركة في البرلمانات، وأثبتت جدارتها ونجحت وتفوقت في عملية التنمية، ونماذج كثيرة في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى يفتخر بهن، يكفينا شرفا المرأة الفلسطينية المرابطة في أرض الرباط في فلسطين المحتلة وتواجه أعنف وأشرس أسلحة العدو، وتتحمل الاعتقالات والاغتصابات والتشرد، وتقدم التضحيات بأبنائها وروحها من أجل بيت المقدس، لكن لابد من التعريف بالوجه الآخر للمرأة والعالم يحتفل بعيدها، الوجه الذي يطالب بالمساواة مع الرجل الى أبعد الحدود تخترق به الطبيعة الأنثوية تختزل في فكرها مطالب لا أنزل الله بها من سلطان يفقدها أنوثتها في اطار تدعيم الحركة النسوية «سيداو» التي تجاوزت الحدود الغربية الى العالمية وتغيير النظام الاجتماعي للاسرة والهيمنة عليها، الهادفة لهدم النظام الأبوي وبناء النظام الأنثوي، وتعبئة الرجل بهذا الفكر. إذاً أين دورنا في هذا اليوم الخاص بالمرأة التي تجعل من النسوية الغربية ديدنها في التمرد بالمطالبة بحقوقها ومحاولة مساواتها مع الرجل وعدم التفرقة في الجنس، وأحقية الطفل في اختيار الجندر الذي ينتمي اليه متجاوزين الأعراف والدين واللجوء للممارسات غير الأخلاقية من الخروج من البيت والسهر والعيش مع الرجل غير الشرعي دينيًا، وعدم الاعتراض من الاسرة والا لحقت قضائيا وغيرها من الأفكار المسمومة التي تعبأ بها فكر المرأة، على حساب فقدانها أنوثتها ودورها الأساسي داخل الأسرة وتفككها، حتى اتخذت من بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي « بلوغرز « « والفاشنتسات «أسوة لها في بعض أوجه الحياة،، كما اتخذت من الحركة النسوية سلاحًا للدفاع عن حقوقها وتجاوز طبيعة أنوثتها ودورها الأسري … ومازلنا نحتفل بيومها دون مواجهة هذا الفكر الهادم لأنوثة المرأة وأخلاقها ودورها الأساسي الطبيعي..