26 أكتوبر 2025

تسجيل

مهمة لابد وأن نلتزم بها دون أي تقصير

12 مارس 2016

المتابعة تتطلب منا وعلى الدوام ابتكار الحلول التي تسمح لها بأن تكون وعلى خير وجه، فهي وإن فُرِضت علينا في محطة من محطات الحياة مع أمر لطالما أخذ منا حيزاً كبيراً فلاشك بأنها ستكون قائمة على ظهر العديد من الأهداف التي لا يمكننا الاستغناء عنها، أو تجاهلها وكأنها لم تكن يوماً، وهو ما يعني أنها هامة وأساسية والالتزام بها ضرورة لا يجدر بنا التفريط بها بتاتاً، تماماً كما هي العلاقات التي تربطنا بالآخرين ممن يهمنا أمرهم، ويعنون لنا الكثير، فهم الجزء الذي لا نستطيع العيش دونه، ومتابعة المحافظة على جودة العلاقة التي تربطنا بهم (ضرورة) لا يجدر بنا التفريط بها بتاتاً وهو ما قد ذكرته آنفاً، ويستحق منا خوضه بشيء من التفصيل. الحياة ودونها العلاقات لا يمكن بأن تُدرك كما يجب، فهي تلك العلاقات ما تبث الحياة في الحياة، مما يعني أن اهمالها سيتسبب بكثير من الأذى الذي سيطبق صفحتها؛ لينتقل بنا إلى صفحة جديدة لن نجد فيها ضالتنا، وسيبدو الوضع من بعد ذلك غريباً لا قيمة له ولا معنى؛ لذا وكي نستعيد ما قد كان فلابد وأن ندرك بأن المحافظة على العلاقات هي مهمة لابد وأن نلتزم بها دون أي تقصير، ووحده من قد ذاق طعم الحياة دونها تلك العلاقات من يدرك تماماً أهميتها، وعليه فهو الأكثر دراية بضرورة التمسك بها وعلى الدوام، ولكن يبقى السؤال الذي يظل يلوح في الأفق: وكيف نستطيع فعل ذلك؟ أي كيف نستطيع المحافظة على علاقاتنا بالآخرين؛ لنتابع الحياة معهم متى وُجدت الأخطاء وتكررت منهم؟ما يُميز كل العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض، وتملك صفة شرعية وخاصة بكل واحدة منها هو أنها تستمر رغم قسوة الظروف التي ومن الممكن بأن نتعرض لها وتواجهنا في مرحلة من المراحل، وهي تلك التي لا تحتاج إلا لقليل من الصبر، الذي تعلو قيمته كلما وُجدت المشاكل وقُدر لها بأن تكون، وقُدر لذاك الصبر بأن يكون أيضاً؛ ليقابله، غير أننا نسأم وجوده حين يتطور الوضع وتتعقد الأمور، وتحديداً حين تغيب لغة الحوار؛ بسبب الأخطاء الفادحة التي يقع بها غيرنا وتقع على رؤوسنا ولا يدفع ثمنها سوانا، فنصل معها وبسببها لنقطة يصعب معها التفكير وبشكل منطقي، وهي النقطة التي وفي أغلب الأوقات نرفع فيها راية الاستسلام؛ لإنهاء ما يربطنا بغيرنا ممن سيكون الانفصال عنهم متفاوتا ومختلفاً في كل مرة، وذلك بحسب المكانة التي تُحدد ذلك، وتكشف لنا قدرتنا على تحمل المزيد من الأخطاء، التي قد تبدو مقنعة ومقبولة من البعض، ولكنها لن تكون كذلك من البعض الآخر، وهو ما يعني أن في الأمر ما يجعلنا نتقبل في موضع ما لا نتقبله في مواضع أخرى مع آخرين، والفضل كله لتلك الأسباب التي نُقررها نحن، وتُقرر عنا ما سيأتي لاحقاً، وفيه من الظلم الكثير ما لم نتمكن من وضع خطة تُمكننا من متابعة حياتنا كما يجب مع من نحب ودون أن يكون فيها من الظلم ما يمكن بأن يؤثر على علاقاتنا التي تربطنا ببعضنا البعض، وهو تماما كل ما رغبت صفحة (الزاوية الثالثة) بتسليط الضوء عليه؛ للتعرف إليه من خلال مشاركاتكم الراقية، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةلكل شيء تقوم به في حياتك نقطة نهاية ستتطلب توقفك عندها، سواها العلاقات الطيبة، التي وإن شهدت من الأخطاء الكثير إلا أنها تظل متعافية وقادرة على التماسك طالما أنك تمنحها حق فعل ذلك، وهو ما تُقبل عليه؛ متجاوزاً الأخطاء التي لا تحتاج إلى التسامح فقط، بل إلى دراسة طبيعة ما يحدث؛ كي تتجنب تكراره من غيرك في المرات القادمة، وهو كل ما يكون منك ليس لنقص تعاني منه، بل لعظيم ما تتمتع به نفسك، التي تدرك أن تفهم الآخر ومحاولة التحكم في الموضوع قبل أن يتفاقم ويأخذ حجماً أكبر من حجمه خطوات تكشف عن حرصك على متابعة حياة تجمعك بغيرك لظروف تدركها أكثر من غيرك، وعليه حافظ على حياتك وامسك بكل خيوطها وبشكلٍ جيد؛ كي تستمر كما تريد لها بأن تفعل، وكلك ثقة بأنه ما تريده وتستطيع فعله بالفعل.