17 سبتمبر 2025

تسجيل

التربية البصرية.. صناعة الفكر

12 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بحوار مجازي دار بين مدرس ومديره داخل إحدى المدارس؛ إذ تساءل مدرس التربية البصرية الخارج للتو منهكاً من أداء حصته مع مديره الذي طلب تغطية جدران المدرسة بأصباغه وألوانه. عندها بدأت الأصوات بالتعالي حول ما يتعين ومالا يتعين على مدرسي هذه المادة التي ينظر إليها - للأسف - بعض قادة العملية التعليمية، على أنها مادة بلا قيمة ولا وظيفة والتي قرر المجلس الأعلى للتعليم أن يجعلها أساسية!!وبين حوار مد وجزر، قال المدير للمدرس: ولكنك تعمل بنصاب حصص أقل ومن مهامك تزيين جدران المدرسة..مثل هذه النوعية من الحوار تكشف أن هناك نظرة سطحية لمادة التربية البصرية انعكست آثارها على الطلبة الذين باتوا ينظرون إلى هذه المادة على أنها قضاء وقت فراغ.كم كنت آمل وقطر تشق طريقها نحو التعليم، والذي أنفقت وتنفق عليه المليارات الكثيرة أن نستفيد من التجربة اليابانية مثلاً للتعامل مع التربية البصرية كونها تسهم في عملية بناء شخصية الطالب ومساعدته لتحريك ملكاته الفكرية والابتكارية، وتفتح له طاقات الخيال الخصب ليتسنى بعد ذلك للمعنيين الكشف عن مواهبه الكامنة والتي تجعل منه شخصاً مبدعاً.ففي اليابان تعتبر التربية البصرية مناطاً للكشف عن حالات من المرض النفسي الذي يستأهل علاجاً يمكن أن يقوم الإحساس بالجمال بعلاجه مع الأشكال والألوان.لقد أثبتت الدراسات التربوية الهادفة أن الفن يمثل أهمية قصوى في تعزيز التفكير النقدي والمهارات المعرفية اللازمة لتفوق الطلاب في مختلف المواد الدراسية، كما أن الموهبة الفنية تستوجب رعايتها في سن مبكرة، وتطوير المناهج التي تركز على تنمية المهارات الإبداعية.إن تطبيق المعايير الحقيقية لمادة التربية البصرية في المدارس للمنهج الوطني القطري سيسهم في تطوير مهارات التذوق للناقد والحس الجمالي وسيحقق لنا نبوغاً يحاكي نبوغ الدول المتقدمة إبداعياً، بموصفات عالمية ستترك آثارها على مجمل العملية التربوية لطلبتنا وبصورة تتماهى مع رؤية قطر الوطنية للعام 2030.لذا، فإن مربي الفن ليس صباغا أو فنانا للزينة، وإنما هو لصقل إحساس الطلاب بالجمال الجوهري لصناعة الفكر الإنساني.