11 سبتمبر 2025
تسجيلإن للزواج الناجح أسرارا كثيرة عرفها البعض وغابت عن الكثير، فقد تحدثنا في المقال السابق عن سر من أسرار الزواج في غاية الأهمية، وهو حفظ الأسرار بين الزوجين لما له من الأثر الكبير في بقاء البيوت ودوام الاستقرار. واليوم أردت التحدث في أمر يعد عماداً تبنى عليه البيوت السعيدة، وتؤسس عليه المجتمعات القويمة ألا وهو عدم إدخال طرف خارجي فيما يدور بين الزوجين في جميع أحوالهم، حيث ان تدخل الأهل والمعارف في شؤون الطرفين خطأ فادح يقع فيه الكثير.وقد يقع هذا الخطأ بإرادتهم أو رغماً عنهم حين يكون للوالدين مثلا أو أحدهما سيطرة مبالغاً فيها على شؤون حياتهم، فهناك أمهات مثلا لا تعتبر الواحدة فيهن أن ابنها أو ابنتها قد انفصل بحياته الخاصة أو استقل عنها، وتبقى رغبة التدخل والتملك والتحكم مسيطرة عليها، وقد يتداخل هذا الشعور بشعور الغيرة حين ترى أن إنسانة دخلت لحياة ابنها وملكت قلبه وشغلت وقته، فتزداد حدة رغبتها بالتدخل التعسفي في حياتهما وشيئاً فشيئاً تتحول حياة الزوجين إلى ما يشبه الجحيم ودوامات المشاكل التي لا تنتهي.وفي بعض الحالات قد يكون هذا الخطأ بإرادة الزوجين أو أحدهما وذلك حين يكون أحدهما مثلا غير معتاد على تحمل المسؤولية، وغير قادر على حل الخلافات الزوجية، وعند أول موقف أو منعطف يسارع لإدخال طرف من الأقارب أو حتى الأصدقاء، وهنا قد تحل المشكلة في وقتها ولكن لاشك أن ذلك سيؤثر سلباً على الطرفين فيما بعد، فعدم حل الصراعات الزوجية بهدوء ودون تدخل من شأنه تأخير وانعدام هذه القدرة والكفاءة، وعدم اكتساب الخبرة في هذه الأمور، إلى جانب أن إطلاع الآخرين على تلك الخلافات سيوسع دائرتها وسيجعل من الزوجين موضوعاً للأحاديث المتناقلة وبالطبع نتيجة لذلك ستتراجع قدرتهما على التعاطي مع شؤون حياتهما، ويكفي شعورهما بأن حياتهما معروضة على الآخرين وليست ملكاً لهما وحدهما.إن الأزواج الأذكياء هم الذين يحلون خلافاتهم بأنفسهم لتبقى حياتهم في سكينة ومودة وانسجام.