13 سبتمبر 2025

تسجيل

عن الإعلام ومركز الدوحة لحرية الإعلام

12 مارس 2013

تلبية لدعوة لطيفة تلقيتها من مركز الدوحة لحرية الإعلام؛ لحضور ندوة (الحرية الإعلامية النسائية في الخليج) التي نُظمت للاحتفال سلفاً بـ (يوم المرأة العالمي) أي ما جاء يوم الخميس الماضي، فلقد كان اللقاء الذي جمعني بكوكبة من أهل الإعلام وخاصته من قطر وخارجها، سرني التعرف إليها وبها عن كثب وبمناسبة كتلك جمعتنا ضمن قالب إعلامي، تميز بصفة زادت من قيمته، وهي أن كل من قَبِلَ الدعوة من الداخل قد أنجبه الإعلام القطري، وإن كان ذلك على فترات مختلفة، تميزت كل فترة منها بخصائص أضافت الكثير على إعلامنا، الذي سار بخطوات واثقة ومتألقة نحو غاياته، التي تُعَلق على رقبتها كل أحلام وطموحات المجتمع، أي كل ذاك الذي حققناه، وكل ما نحن بصدد تحقيقه في القريب العاجل. حقيقة فلقد فرحت بذاك اللقاء، الذي سلط الضوء على الهموم التي نعاني منها، وبحث من خلالنا عن حلول لها، فجاء ملوناً بألوان خلابة اكتسبها من المنظمين والقائمين عليه، ومنهم الإعلامية لميس نصار، التي لونت المكان بترحيبها الحار، واهتمامها بكل الضيوف، الذين جمعهم العمل في ساحة الإعلام، وفرقتهم التخصصات المختلفة، فشملت الإعلام المرئي، المسموع، والمقروء: الورقي منه والإلكتروني، أي كل ما جمع أطراف (النقاش)، وجعله يدور ضمن حلقة ودية عرضت بعض التجارب المثرية والمؤثرة، التي كشفت عن (رحلة نجاحهم)، أي تلك التي أخذتهم (من) ووصلت بهم (إلى) خلال وقت لربما لم يستوعب كافة التجارب، ولكنه ما قد سمح لنا بالتعرف عليها، وأكد لنا على ضرورة تلبية تلك الحاجة المُلحة؛ لعقد مثل تلك الندوة، التي حملت على رأسها العديد من الأهداف، لعل أهمها توفير فرصة مناسبة لأهل الإعلام وخاصته؛ كي يلتقوا فيها ببعضهم البعض، ويتعرفوا على كل قالب وما يحمله في قلبه؛ للبحث عن الكيفية، التي نستطيع بها توظيف كل الطاقات والخبرات؛ لتنصب في قالب العطاء، الذي سيلبي الحاجات، ويغطي الرغبات، ويمد الآخرين بكل ما ينقصهم وذلك بحسب خطة مُحكمة تضمن لنا تحقيق كل ذلك مهما تطلب من وقت. إن الحاجة إلى مثل هذا التجمع هو أمر يفرض علينا إلحاحه ضرورة التعرف بزملاء المهنة، الذين نرتبط بهم بالشكل، وإن لم نكن لندرك المضمون أحياناً، والحديث هنا عن المضمون، الذي نستطيع وبالتعرف عليه القيام بالكثير من الإنجازات التي ستقع بأثر مضاعف على المجتمع، بدلاً من أن تأتي بشكل فردي لن يُحدث فرقاً عظيماً وبوقت قياسي، كذاك الذي سيقطعه العمل الجماعي حين يكون، فما وجدته حين كان اللقاء، أن الأهداف متقاربة وإن غلب على بعضها الطابع الشخصي، الذي يتأثر بجدية كل فرد، ومدى إدراكه لطبيعة ما يبحث عنه ويسعى إليه، وهو ما أجده مناسباً، خاصة فيما يتعلق بتقديم الأعمال المتكاملة والمتنوعة بذات الوقت، أي تلك التي يحتاج إليها مجتمعنا؛ كي يتقدم ويتطور ويصبح الأفضل، مستنداً إلى جدار تغلب عليه صفة الجماعة، التي تُقلص الزمن، وتُضاعف القوة، وتُنجز المطلوب؛ لتقدمه بروح (الجماعة). لقد كان النقاش الذي دار بيننا مثرياً جداً بقدر ما كان مثيراً، وإن توجه ولبعض من الوقت نحو الحديث عن الإعلام المسموع والمرئي أكثر منه المقروء، الذي يأخذ حيزاً لا يمكن أن يُستهان به، خاصة وأنه يتعلق بـ (رقعة توجه الجمهور المُتلقي)، الذي يبحث عن ذاته، ومن خلال كل نقطة تُعبر عنه، فكما هو معروف أن المتلقي هو الركن الأساسي للكيان الإعلامي (لا) العكس، فإن غفلنا وجوده، وتجاهلنا ما يُرضي ذائقته، ويُشبع رغباته؛ لخرجنا بإعلام لا حاجة له، ولصرنا كمن يصرخ وينادي دون أن يقاسمه (الوجود) سواه، ومما لاشك فيه أننا أكثر وعياً من أن نقع بهذا المطب، ولا نعني بهذا توجه محاور الندوة وبشكل خاص، ولكن توجه العامة وبوجه عام، والمعني هنا هو ذاك التوجه الذي يميل إلى الصوت والصورة، وخلق حالة ذهنية متكاملة ينساق إليها، ويعتمد عليها؛ ليبتعد معها إلى عالم آخر، الخوف كل الخوف إن كان من يروج له يعتمد على تلك (الأعمال) التي تستند إلى الإيقاع السريع، وأخبار (الوجبات السريعة)، التي لا تنفع ولا تقنع، وجل ما تستطيع فعله هو جذبها لنظرات المتلقي، دون أن تسمح له بأن يوجهها نحو القراءة، رغم أن منا من قد خفف من حدة كتاباته؛ كي يجاري بها هذا الأخير، الذي لايزال يسألنا النزول إليه، دون أن يحاول التحرك، ودون أن يجيب على سؤالنا هذا: إلى متى سنفعل؟ وإلى متى وأنت على حالك؟ وماذا بعد؟ لاشك أن القلم يحمل الكثير في جعبته، ولكن ذاك الكثير يحتاج إلى الكثير من الوقت؛ كي يكون وحتى يكون لنا إن شاء الله، فلنتذكر التالي: عملية التطور لا تعتمد علي وحدي، ولكنها تحتاج إلينا معاً. فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي. همسة أخيرة بحروف يفوح منها عبير الورد، وبكلمات يغلب على روحها الود أتوجه بصادق شكري وخالص تقديري إلى الإعلامية لميس نصار، والإعلامية أمل عبدالملك، وإلى كل من جمعنا وبكل الحب؛ لنعرف ونتعرف بل وندرك ما نحن عليه، وما يسعى إلى تحقيقه كل واحد منا، كما أتوجه بذات الكلمات إلى الجميع وعلى رأس القائمة الإعلامية القديرة (الذهبية ذهبية جابي)، على أمل أن نلتقي ونحن أكثر تألقاً وتفوقاً إن شاء الله.