13 سبتمبر 2025
تسجيلصوتي هو وسيلتي للتواصل مع الآخرين ولغتي هي أسلوبي في نقل هذا التواصل، ولكل منا أسلوبه وطريقته في التعبير والمشاركة الاجتماعية، ومنذ أن عرفنا هذه اللغة ابتدعنا سلوكيات كثيرة للتقارب مع البشر ومع الطبيعة. ولعل احد هذه السلوكيات بروتوكولات التعامل، فكرت في هذا وأنا أصف على ورقتي قائمة الأسماء التي يجب وأحب أن أهاديها بـ (صوغة) بسيطة من سفرتي، فالمجاملة التي يحركها الحب أحياناً والواجب في أحيان كثيرة تحتم علينا أن ندخل في قوائم لإرضاء واكتساب حب الناس ولو لم نكن مقتنعين داخلياً بها ولكننا وجدنا أن الواجب يفرض رد المجاملة بمثلها أو أحسن. النساء هن أكثر المهتمات بهذا النوع من المجاملات وقد بدأنه من الماضي، فصحن من جارتنا يقابله صحن من بيتنا، وهدية من صديقة في مناسبة ما تقابلها هدية في مناسبة أخرى، وزيارة من قريب أو محب لابد أن ترد بزيارة منا وهكذا تبدأ السلسلة (خذ وهات). هذه التفاصيل الاجتماعية تعكس ثقافة الانسان، فنمط تعامله يُستنبط من الثقافة التي استخلصها من مجتمعه، ولكن لماذا المبالغة؟! لماذا تصر العديد من النساء على تفخيم حجم الهدية ولو أرهقها هذا مادياً؟! هل تريد أن تكون محبوبة؟! أم تريد كسب الرضا؟! أو أن تكفي نفسها شر الانتقادات والاتهامات بقلة الذوق أو البخل؟!، الأسباب عديدة وتختلف من امرأة لأخرى! تقول لي صديقة انها تنفق ربعاً من راتبها في تقديم هدايا أعياد الميلاد والمناسبات وهدايا السفر وغيرها وذلك لأنها لا تستطيع عدم الرد بالمثل، وقد أتفق معها لأن الهدايا التي لا ترد لابد أن تبادل، احتراماً وذوقاً وشكراً، ولكن وللأسف طريقة البعض تشوه هذا المعنى الجميل، بالإسراف والضغط على زوجها أو أهلها، واختتام هذا بخلافات من الممكن أن لا تُوجد لو وُجد حسن التدبر. إن سماحة العالم العربي والمسلم تحديداً تُحبذ كسب القلوب وارضاءها بالاهتمام والانصات والابتسام والود ولكن هذا لا يعني أن تتحول إلى ظاهرة تدعو للاستعراض والتفاخر؛ هذا مرفوض وديننا العظيم يرفض هذا.! قد يكون هذا الموضوع بسيطا، ولكنه فعلاً يفسر ظواهر لسلوكيات مستحدثة بفعل تغير الحياة واكتسابها مظهر الماديات والبهرجة، وجميعها تنبت من المحيط الذي يتعاطى مع هذا الاستحداث. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. الحياة بسيطة ولا تحتاج إلى هذا الكم من التعقيدات، عيشوها ببساطة وأغلقوا آذانكم.