قطر والولايات المتحدة

تعكس الاجتماعات واللقاءات التي يجريها سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال الزيارة التي يقوم بها سعادته حاليا إلى العاصمة الأمريكية (واشنطن دي سي)، وعلى رأسها المحادثات التي تمت، الجمعة، مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، حرص البلدين على تعزيز التعاون الثنائي والعلاقات الإستراتيجية، من جهة، ومن جهة أخرى التعاون فيما يتعلق بالملفات الإقليمية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وتدل الملفات التي ناقشها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع نظيره الأمريكي والتي شملت سبل تنسيق الجهود الدولية لعمليات الإنقاذ والإغاثة وإيصال المساعدات لتركيا وشمال سوريا، ومستجدات محادثات الاتفاق النووي، وتطورات الأوضاع في فلسطين وأفغانستان، على أهمية الدور الذي تضطلع به دولة قطر فيما يتعلق بالعمل على دفع المساعي الرامية لتحقيق الاستقرار الإقليمي، سواء ما يتعلق بدورها في الجهود المشتركة للتهدئة ووقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية، أو الوساطة التي تقوم بها في إحياء مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني من خلال توفير منصة للحوار بين طهران وواشنطن وتسهيل تبادل الرسائل بين الجانبين وتقريب وجهات النظر حول إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، أو الأدوار الحيوية التي تقودها فيما يتعلق بالملف الأفغاني مع الشركاء الدوليين. إن التنويه والإشادة المستمرة من الولايات المتحدة الأمريكية بأهمية الشراكة الإستراتيجية العميقة التي تجمعها مع دولة قطر، تعكس تقديرها الكبير والمستمر للأدوار الحيوية التي تلعبها الدوحة لصالح تعزيز الأمن والسلم الدوليين، والشراكة في مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وهو ما يظهر في الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين والتنسيق الوثيق والتشاور المستمر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والثقة في دور قطر كشريك مهم.