11 سبتمبر 2025
تسجيلوصلتني رسائل كثيرة من إخوة وأخوات أفاضل غيورين على دينهم وعلى مجتمعهم وعلى أنفسهم وأبنائهم، بخصوص وجود سياح من نوع غير مرغوب فيه، فقد كتبت إحدى الأخوات تقول إن أبنائها يقولون بأن فتيات بدأن يستوقفن هؤلاء الشباب طالبات أرقام هواتفهم، وكتب شاب آخر يقول بأنه تعرض لمواقف عديدة مشابهة، وبأن ذلك مستهجن على مجتمع عرف منذ القدم بعراقته وأصالته ومحافظته على دينه وقيمه وأخلاقه التي جعلت منه قدوة ومثالا يحتذى به في الرقي والدين.وآلمتني رسالة يقول كاتبها إننا شعب مضياف يحب ضيوفه ويكرمهم ويسعى جاهداً بكرمه ولطفه وحسن استقباله إلى رسم أجمل الصور في طيب الضيافة وحسن الاستقبال والاحتواء لجميع من يدخل أرضه الطيبة وبلده الخيرة، ولكنه لم يعتد على ضيوف يحملون صفات معاكسة لخلقه.وأنا أقول بأنه لاشك أن طيب هذه الأرض وكرم أهلها وحسن استضافتهم خطوط عريضة رآها بكل وضوح كل من دخل هذا البلد الطيب، وسيرة عطرة سمع بها كل من عرف دوحة الخير، وذكريات لاتنسى أبداً لكل من كان يوماً ضيفاً عليها، ولكننا لابد أن نعي ونعرف جيداً أننا مهما فعلنا فلا يمكننا أن نحكم أخلاق كل من يقصد هذا البلد المعطاء، وأن على كل أحد منا واجب مجتمعي يحتم عليه أولا أن يحترم نفسه، وأن ينشئ أبناءه على وجود وازع ديني وأخلاقي داخلهم يمنعهم من الانقياد لأهوائهم، ومن ثم القدرة على التمييز بين الخير والشر، وبين من يمكننا أن نتعاطى ونتعامل معه، وبين من يجب الحذر منه وعدم مخالطته والتعامل معه، ونشر ذلك الوعي بين كل أفراد المجتمع، وحينها أظن أنه من الممكن بسهولة أن نحافظ على أنفسنا وعلى بيوتنا، وبالتالي مجتمعاتنا نظيفة وخالية من تلك الأمراض الدخيلة.