17 سبتمبر 2025
تسجيلالبحث عن موضوع نُطل به عليكم أيها الأحبة لا يأخذ من وقتي الكثير؛ لأن العلاقة التي تربطني بكم لا تحكمها طبيعة ما سنتحدث عنه، ولكن ما نرغب في أن يخرج منا لكم، فتأخذونه وتأخذون به وهو الأهم بالنسبة لي؛ لأنه ما سيأخذ من حياتكم حيزاً لا يُستهان به حين يصبح مرجعاً لكم تستندون إليه، وتعتمدون عليه حين تحتاجون إلى ذلك، وبصراحة أشعر بكثير من السعادة وأنا أفعل ما أفعل، خاصة حين تتملكني تلك المشاعر الساحرة بمعرفة أن هناك من يحتاج إلى محتوى هذا العمود؛ ليستفيد منه في حياته ومع كل المواقف التي يواجهها فيها، وما أريده لكم في هذا اليوم، الذي نعرفه باليوم الرياضي، هو التحدث عن رياضة مفيدة جداً، تُنعش علاقاتنا بالآخرين، وتجعلها أكثر سلاسة، يغيب عنها البغض الذي لا يضيف لها سوى تلك الأمراض التي لا تُعد ولا تحصى، وترحل عنها وبسرعة فائقة تلك المشاعر السلبية التي لا تجعلنا نرى الحياة بشكل يجعلها تبدو كذلك، والحق أن هذه الرياضة موجودة بيننا ولكن منا وللأسف من يخجل من ممارستها حتى ضمن إطارها الشرعي، ولأسباب تخجل منها الأسباب، وهي تلك التي لن نخوضها بحكم أنها ليست محور حديثنا لهذا اليوم وإن تطرقنا إليها وبقليل من التركيز، فما يهمنا هو التحدث عن هذه الرياضة الجميلة التي تُدعى (الحب)، والتي ولربما سنجد من ستقرصه علامات الدهشة التي ستتراقص من أمامه حين يردد هذه الكلمات (رياضة الحب)، (نعم) هي كذلك رياضة الحب، التي تجعل علاقتك بغيرك أكثر لطفاً، وأكثر تفهماً، وهو كل ما سيمكنك من ممارسة شؤون حياتك بحرفية تامة لن تأخذ منك سوى القليل من الوقت، في حين أن نبذ هذه الرياضة ورفضها سيجعلك ضحية نفسك وتلك الخلافات التي ستبدأ ولن تنتهي حتى تنتهي حياتك وبشكل تعيس لا يليق بروعة الحياة التي كنت لتعرفها لو أنك أدركت هذه الرياضة المفيدة منذ البداية. حين فكرت بهذا اليوم الذي عرفناه كيوم رياضي، فكرت برياضة خاصة بأهم جزء في الإنسان ألا وهو (القلب)، الذي وإن مارس رياضة الحب وبشكل سليم؛ لضمن نفسه ولنفسه سلامتها، وهو ما نسعى إليه فعلاً، ولكنه ما يجدر بأن يكون على عدة مراحل تبدأ بحب الله وما يتطلبه هذا الحب من الالتزام بالعبادات والطاعات، يليه حب الذات، الذي سيُعلمك كيف تُخلص بكل ما تقوم به من واجبات ستضمن بها حقوق غيرك، ممن ستضمن منهم حقك حين يقومون بما عليهم من واجبات، يليه حبك لمن يستحق حبك من المقربين مروراً بكل من يستحق منك نتائج هذه الرياضة المفيدة، التي ستضيف لحياتك لذة يصعب وصفها، وعليه فلتفكر بما يمكنك بأن تقوم به من أجل نفسك حين تمارس هذه الرياضة، التي ستجعلك سليماً لا تشكو من تلك العلل التي يعاني منها غيرك، ولن تضطرب معها حياتك؛ بسبب التراكمات التي ستتكدس على رف (التسويف) الذي سيجعلك تؤجل كل ما يتوجب عليك القيام به حتى حين لن تدرك متى سيحين، وهو ما سيجر من بعده الكثير من المتاعب التي ستغرقك وسط بحر ستتلاطم أمواجه وتلعب بك ككرة لن يحتويها سوى الضياع، والحق أنك لا تستحق ذلك، وكي تتجنبه فأنت بحاجة لممارسة هذه الرياضة التي ستُنعش قلبك، فلم لا تجربها وتبدأ بها من هذا اليوم؟ من القلب وإليه أصعب ما يمكن أن يواجهه المرء هو (الفراق)، الذي يحدق به حين يفقد أحدهم، الفراق الذي يؤكد لنا وجوده في قلوبنا وإن لم نسمح له بذلك، والحق أن مواجهته حق علينا، ولا عيب فيه؛ لأننا وإن اختلفنا على هوية من قد فقدناه، إلا أننا سنتفق على أنه يلتهم القلب ولا يترك لصاحبه إلا ما سيرغب الأخير بأن يظل منه، وهو ما سيكون له حين يعود إلى صوابه مؤمناً بما كتبه الله له وقدره؛ ليتابع حياته بما وعد فقيده بأن يكون له. حين أذكرها هذه الكلمات تخرج المعاني مني لتحل على قلبي من قبلكم أيها الأحبة، إذ ان فقدان من نحب حالة مشتركة نشترك بها وإن لم نرغب في ذلك، والحق أني مازلت أرى طيف أبي رحمة الله عليه في كل مكان في البيت (لا) لشيء سوى الدعاء له، والعمل بكل ما وعدته بأن يكون مني يوماً ما، فما أنا سوى ذاك الامتداد لكل ما خططنا له معاً، وهو الأمر ذاته معك وأنت من قد فقدت عزيزاً لا تعرف كيف تجمع ما قد تبعثر منك من بعد فراقه، ولكنه ما ستدركه تماماً حين تقرر ذلك، فالمسألة لا تتعلق بالكيفية ولكن بالإرادة الحقيقية؛ لذا لا تسأل كيف أفعل؟ ولكن قل أريد أن أفعل وستفعل بإذن الله تعالى، وهو ما أعده رياضة قلبية سنمارسها معاً حين نحب الله وما قد قدره وكتبه لنا؛ كي نحب من بعد ذلك كل ما نحن عليه ونتصالح مع الحياة، وأخيراً نسأل الله أن يوفق الجميع، وليرحمك الله يا أبي.