تحية إلى جنوب أفريقيا

مع انطلاق جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية، أمس، للنظر في الدعوى التاريخية التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي لارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ولعل أهمية هذه الدعوى، تأتي من كونها أول تحرك لوضع الاحتلال في مواجهة العدالة الدولية، بعد عقود من التخاذل الدولي وعدم إنفاذ القرارات الأممية والإفلات من العقاب، الامر الذي شجع الكيان الإسرائيلي على ارتكاب الكثير من جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية. كما أن أهميتها تأتي من كون مقدم الدعوى هو جمهورية جنوب أفريقيا والرمزية التي تمثلها كونها بلد المناضل الراحل نيلسون مانديلا، والدولة الأفريقية التي عانت ويلات العنصرية والاضطهاد لسنوات طويلة. لقد تقدمت جمهورية جنوب أفريقيا التي لم تلتزم الصمت، أو تكتفي بالادانات والاستنكار، حيال المجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، جميع الدول مستلهمة إرثها النضالي ضد «الأبارتهايد» لتنوب عن العالم الحر، في محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها، والعمل من أجل وقف الافلات عن العقاب، وتفعيل دور مؤسسات العدالة الدولية للنهوض بواجبها في تطبيق القانون الدولي ومحاربة الظلم والعدوان. إن جنوب أفريقيا، قيادة وشعبا، تستحق التحية وهي تقود العالم للوقوف في وجه الظلم والإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية التي تمثل الضمير العالمي، خصوصا أن هذه الدعوى تشكل جانبا مهما في تعبئة المجتمع الدولي من خلال توضيح جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، وأهمية إخضاعه للمحاسبة على ممارساته وفقا للقانون الدولي.