23 سبتمبر 2025

تسجيل

المقدسات خط أحمر

12 يناير 2021

في تصعيد خطير، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتداءاتها وجرائمها بحق المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي الفلسطينية وخصوصا في القدس المحتلة، في إطار مخططاتها الرامية لتهويد المدينة المقدسة. وآخر هذه المخططات المثيرة للقلق، هي الحفريات التي يقوم بها الاحتلال في ساحة البراق، الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وقرب باب المغاربة، ضمن مخطط التهويد، الذي يشمل منطقة سلوان التي تتعرض يوميا لاستهداف متواصل يرمي إلى تهجير وطرد المقدسيين، سواء من خلال عمليات هدم المنازل، وتوزيع الاخطارات بالهدم، أو الاستيلاء على الأراضي وتجريفها، كما حصل في حي وادي الربابة. إن الإجراءات والانتهاكات الجسيمة والاستهداف الإسرائيلي للحرمين القدسي والإبراهيمي والتضييق على حرية العبادة، إلى جانب السيادة والحقوق الفلسطينية والمحاولات المستمرة لفرض أمر واقع قسري جديد، قد تفضي إلى عواقب وخيمة، ذلك أن الجرائم بحق المقدسات والمساس بحرمتها وتدنيسها تنذر بإشعال حرب دينية في المنطقة التي تعاني من اضطرابات وحروب وتوترات مستمرة منذ سنوات. ولا يحتاج المجتمع الدولي للتذكير بأن هذه الجرائم تشكل انتهاكا صارخا للقرارات الأممية ذات الصلة، كما ينبغي ألاّ تكون مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها مجلس الأمن، بحاجة لدعوتها إلى النهوض بمسؤولياتها والتدخل العاجل واتخاذ الإجراءات العملية الضرورية ولإلزام سلطات الاحتلال بوقف انتهاكاتها الجسيمة بحق المقدسات وتقويضها لحرية العبادة، فضلا عن توفير الحماية اللازمة لها إعمالا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. إن التغاضي عن جرائم الاحتلال هو ما يشجع على المزيد من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وهو أمر قد تكون له تداعيات بالغة الخطورة سواء فيما يتعلق بالثقة في مؤسسات المجتمع الدولي، أو ما قد يترتب عليه من اشعال فتيل حرب في منطقة ليست بحاجة إلى مزيد من الحرائق.