23 سبتمبر 2025
تسجيلالعلاقات القطرية - العمانية عرفت في عهده سجلاً حافلاً بالإنجازات الراحل الكبير اختط للسلطنة سياسة خارجية عرفت بالحياد وداخلية حافلة بالإنجازات يوم حزين مرت به سلطنة عمان ودولة قطر وجميع الشعوب المحبة للسلام، حيث تلقت ببالغ الأسى نبأ رحيل جلالة السلطان قابوس إلى رحمة الله تعالى تاركا وراءه بلدا ناهضا وإرثا عظيما يعتز به الجميع. فقدت دولة قطر برحيل جلالة السلطان قابوس قائدا عظيما اتسم بالحكمة والاعتدال والاتزان وبعد النظر، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار ونبذ العنف والتطرف. وغني عن البيان ماشهدته سلطنة عمان في عهده من نهضة شاملة في جميع المجالات، حيث بذل جهودًا كبيرة من أجل رفاهية وتنمية سلطنة عمان رغم التحديات التي أثبتت أنه قائد ذو رؤية جعل من سلطنة عمان دولة حديثة ومستقرة حيث اختط للسلطنة سياسة خارجية عرفت بالحياد، وداخلية هادئة عرفت استقرارا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. يودع الشعب العماني جلالة السلطان قابوس وهو يقف على أسس ثابتة أقيم عليها بنيان سلطنة عمان من التفاف مواطنيها حول قيادتها واعتزازهم بما انجز تحت قيادة السلطان قابوس طيب الله ثراه. لقد عرفت العلاقات القطرية العمانية سجلا حافلا بالإنجازات ترسخت في عهد جلالة السلطان قابوس عبر العديد من الاتفاقيات طوال العقود السابقة كما عرفت شعوب دول مجلس التعاون السلطان قابوس كأحد القادة المؤسسين لمجلس التعاون وآخر الراحلين من هؤلاء القادة الذين أعطوا أولوية للعلاقات الخليجية - الخليجية وجعلوا وحدة الخليج هدفا عملوا على ترسيخه. وأثبتت الأزمة الخليجية التي تعيشها المنطقة مدى إخلاص سلطنة عمان ووفائها لمبادئها، حيث حرصت سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد على النأي بالسلطنة عن اتخاذ موقف عدائي غير مبرر ضد دولة قطر وحرص جلالته على تجنيب المنطقة الأزمات وشدد على مبدأ الحوار لحل الصراعات وتجنيب المنطقة الأزمات إيمانا بأن الحلول الأمنية لاتجدي وكان ذلك نهجه في التعامل مع كافة الأزمات. وتبنى جلالته سياسة قائمة على الحوار مع إيران متسقا في ذلك مع سياسة قطر الخارجية، وتبنى جلالته نهجا في دعم قطر في مواجهة التحديات التي أفرزتها الأزمة الخليجية ووجه بتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، حيث شهدت تلك الفترة فعاليات عديدة تضاعف فيها التبادل التجاري وافتتحت العديد من المشروعات وأطلقت شراكات واعدة بين البلدين. يحفظ الشعب القطري لجلالة السلطان قابوس بن سعيد - رحمه الله - مواقفه التي دعمت قطر عبر العديد من المراحل التاريخية وفي المسيرة الخليجية حيث تميزت علاقات قطر وعمان بالثبات وتعززت سواء عبر العلاقات الثنائية أو تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وعملت الدبلوماسية القطرية والعمانية جنبا إلى جنب في إدارة ملفات المنطقة برؤية قامت على احترام سيادة الدول وتغليب الحوار لحل الأزمات وهو النهج الذي عملت به البلدان لمواجهة التوتر الذي شهدته المنطقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ونجحت الدبلوماسية القطرية والعمانية في تجنيب المنطقة ويلات الصراعات. واذا كنا نعيش لحظات من الأسى والحزن برحيل فقيد السلطنة وقطر فإن عزاءنا في الانتقال السلس للسلطة في سلطنة عمان حيث انعقد مجلس العائلة المالكة في السلطنة وقرر عرفانا وامتنانا وتقديرا للمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، تثبيت من أوصى به في وصيته، والإعلان عن أن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور هو سلطان عمان. وفي كلمته الأولى بعد توليه العرش حدد جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الجديد ملامح سياسة السلطنة الخارجية مشددا على ثوابت سلطنة عمان القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول. وشدد جلالته في كلمة خلال مراسم تنصيبه، على ضرورة العمل على النأي بالمنطقة العربية عن الصراعات والخلافات، مؤكدا أن سلطنة عمان ستواصل مع أشقائها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قدما إلى الأمام. كما اكد الحرص على التعاون مع زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية. كلنا ثقة بأن جلالته سينفذ ما وعد به من السير على خطى السلطان الراحل على الصعيد الخارجي بالتأكيد على الثوابت التي اختطها لسياسة بلاده الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، فضلا عما وعد به من الاستمرار في نهج سلطنة عمان نحو حل الخلافات بالطرق السلمية وبذل الجهد لإيجاد حلول عادلة للمشكلات بروح من الوفاق والتفاهم. وكلنا ثقة بأن سلطنة عمان ستواصل دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور بما لديه من خبرة طويلة اكتسبها من جلالة المغفور له السلطان قابوس - طيب الله ثراه - فالثقة السامية لجلالة السلطان الراحل، رحمه الله؛ في خليفته جلالة السلطان هيثم بن طارق هي زاد السلطنة وهي تخطو نحو مرحلة جديدة من العطاء ومواصلة البناء والازدهار والعمل لصالح المواطن العماني والخليجي الذي يتطلع إلى دور تعزز فيه السلطنة نهج الدبلوماسية والحوار لحل الأزمات وتجنيب المنطقة ويلات الصراعات. ** فَقد كبير للأمتين العربية والإسلامية.. نعزي الشعب العماني الشقيق ونسأل الله له الفردوس الأعلى. ونتمنى للسلطنة دوام التقدم والازدهار تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور.