15 سبتمبر 2025
تسجيلتزاحم الأحداث التي تأخذ حيزها من واقعنا يجعل كل من يتجاهلها جاهلاً بحقيقة ما يحدث، وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي تضعه في ذاك المأزق، إلا أن النهاية هي ذاتها وهي تلك التي ستضعه في الصفوف الخلفية، التي لن يدرك معها ما يحدث في الأمام؛ ليصبح وكنتيجة حتمية متأخراً عن معرفة ما يدور في العالم، حتى وإن وُجد فيه ما يلفت الانتباه إليه حقاً، ويستحق متابعة فعلية لكل ما يجود ويتفضل به، وعلى الرغم من تأزم وضع صاحبنا إلا أنه يظل مرتبطاً بالعالم كجزء لا يتجزأ منه؛ ليدرك ما فاته وإن ظن بأن الوقت قد فات على ذلك، ولعله ما يكون له؛ لعظم الحدث الذي سبق له وأن نقش حروف اسمه على جبهة التاريخ من جهة، ولعظم من تولى الاهتمام به، وحرصه الشديد على إعادة فتح الملف وإن مضى عليه من الزمن ما قد مضى من جهة أخرى.حقيقة فإن التواجد في الصفوف الخلفية هو ما يمكن حدوثه مع أي فرد منا؛ لأسباب سينشغل بها، ولكنها لن تطول على الإطلاق، وسيتفرغ من بعدها — وإن كان ذلك لفترة بسيطة — لعالمه وما يدور فيه؛ ليدرك ما قد فاته منه — هذا إن رغب بذلك فعلاً — وهو ما لا يعتمد عليه وحده، ولكن على الجهود التي يبذلها كل مسؤول يدرك حجم مسؤوليته المتعلقة بإرسال مختلف الرسائل للمتلقين على اختلاف مستوياتهم الفكرية؛ كي يعرف من لا يعرف بما قد فاته، ولحُسن الحظ أن تلك الزمرة المسؤولة موجودة على أرض الواقع، وتدرك أهمية ما تقوم به؛ لتمدنا بما يمكن بأن نقول عنه بأنه قد سقط سهواً من قائمة حساباتنا، فشكراً لهم ومن الأعماق عن كل تلك الجهود التي يتقدمون بها بين الحين والآخر، ودون أن يفكروا بالتخلي عنها والاستسلام أبداً؛ لأسباب لعل أهمها الالتزام بتلك الرغبة الجادة، التي تحثهم على متابعة العمل وبأي شكلٍ من الأشكال حتى تُحصد النتائج المرجوة، ويكون لهم ما قد خرجوا في أثره منذ البداية المطلقة.إن كل ما يذكره هذا العمود وفي كل مرة أطل فيها عليكم هو ما يمكن قياسه على واقعنا وكل ما يكون منه وفيه، وحين ذكرت أن منا من سيقف في الصفوف الخلفية؛ ليغيب حضوره عن الوعي، فتضيع عنه فرصة معرفة ما يحدث في الأمام، فهو ما قد حرصت على فعله؛ لأن منا من لا يدرك فعلاً أن في العالم من يتقدم بأعمال عظيمة جداً تستحق بأن يُشار إليها بالبنان، ولكنها ولأسباب تظل غائبة عنه حتى وإن كان من المُقدر لها بأن تظهر له في وقت لاحق، فهو كل ما يجتمع تحت ظل جملة من الجهود التي بذلها البعض؛ مقدماً حياته؛ كي يعيش البعض الآخر ويستمتع بحياته، أفلا تكون الإشارة إليهم بعد هذا كله ضرورة لابد لها وأن تكون منا؟ لاشك أن تلك الإشارة واجبة، وإلا لضاعت الحقوق، ولضاع معها ما يستحق بأن يكون منا كردة فعل لكل فعل سبق له وأن كان، وهو ما أشعر اتجاهه بكامل المسؤولية التي تحثني على فعل ذلك دون توقف؛ لذا نسأل الله التوفيق كل التوفيق في ذلك (اللهم آمين).ما يحمله القلب للقلبقد تشعر بتأخرك، وبأن الزمن يسير، والعالم يمضي في حال سبيله؛ لتقبل بالتوقف والاستسلام للصمت وكأن الأمر لا يعنيك بتاتاً، في حين أنك وفي حقيقة الأمر من هذا العالم وكل ما يدور فيه يعنيك أكثر من غيرك؛ لذا لا تُسلم أبداً، ولا تعتقد وللحظة واحدة أن ما ستفعله لن يفيد، بل وعلى العكس تماماً، تمسك بحقيقة أنك من هذا العالم وأن ما يحدث يحتاج منك لتفاعل سيساعد على تغيير الأوضاع للأحسن، فهو كل ما تحتاج إليه أليس كذلك؟