13 سبتمبر 2025
تسجيللا شك في أننا الذين نكتب في الصحافة كتابات متواضعة، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، ولسنا بخبراء كما يدعي البعض وما أكثرهم عندنا في أي شيء خبراء!! لا نعلم، ولا حشرنا أنفسنا وأصبحنا حراساً لأي مجال ولا بمكياج لأحد.. وكل مسؤول إذا قام بعمله على أكمل وجه فذلك ليس مجاناً ولا مِنةً منه، وإنما يتقاضى راتباً وبدلات يسيل لها اللعاب، ضرب حاصل بدلات الاختراعات التي ليس لها أول ولا آخر، وأصبح الكثيرون يسلكون هذا المسلك!! ومسكين الوطن ومصلحته تضرب دفوفها ليل نهار؟؟ أما نحن فهدفنا الصالح العام، ومصلحة قطر، وندافع عنها، ولا ندَّعي الكمال، فالكمال لله وحده، وقد نخطئ ونصيب.. حالنا كحال بني البشر.. ولكن عندما نرى سلبيات، لا بد أن نتكلم عنها بكل صدق وشفافية ولا نخاف في قول الحق لومة لائم، وطَوال عمرنا ما كتبنا شيئاً فيه من النفاق والكذب والتسويق لمصالحنا الشخصية، فالسوق ما يمدحه إلا من وجد الربح فيه، أما نحن فنكتب بالمجان، حتى ولو لم تدفع لنا الجريدة قرشاً واحداً فسوف نبقى كذلك، ولا نبحث عن ترقية أو نظرة أو ابتسامة مسؤول أو سفرة.. فلله الحمد والمنَّة، نعرف من نكون وليس فينا نقص ولا نزايد على أحد، وآخر شيء نفكر فيه التكريم من أحد، كما لا ننتظر الفتات من أحد؟؟ فيكفيكم الغرباء وتكريمهم، فعليكم وعليهم بالعافية من أكل الدسم، وانتبهوا فكثرته تسد شرايين القلب وقد تورد صاحبها موارد التهلكة، وخاصة إذا ارتفعت الدهون الثلاثية، ولا يفيد بعد ذلك أن تطلب تاكسي كروة أو الدوحة لكي تذهب لسوق الخضرة أو شبرة السمك لتأكل المفيد؟؟ فلقد فات الآوان والقسطرة بانتظارك، ويمكن بعدها تبقى في البيت خارج التغطية إلى الأبد، فالكُتاب ليسوا مجبرين أن يحضروا الفعاليات، فهي كثيرة لدرجة أنها تترك شعوراً لدى الكثيرين ليقولوا: "من معاه قرش ومحيره، يجيب حمام ويطيره!!" فمن يغرد خارج السرب المعروف أو لم يغرد باللحن الخالد، وذكر المحاسن، فهو منبوذ بل يُحارب في جميع وسائل الإعلام وخاصة التي جُل مسؤوليها يرتبطون بصلة قرابة؟! كما أن بعض الفعاليات التي تكرم أُناس وسيَرُهم التي قضوها في السهر والعربدة أو من أكل عليهم الدهر وشرب وليس لتكريمهم أي مردود؟! كما يجب أن يعلم البعض أنه ليس بيننا وبين أحد أي خصومة أو تَقصّد، فكما يقولون: "الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية" وهو شيء حضاري بعيد عن التشنج أو تصويرنا للمسؤولين الكبار بأننا سلبيين ونعمل ضد مصلحة قطر!! فنحن وأهلونا من قبل لم نأكل ونبصق في الطبق؟؟ كذلك أين أنتم عندما تهجَّم سفهاء الأمة على قطر، ومسؤوليها، ولم تتفوهوا بكلمة واحدة، بينما نحن الذين تصدينا لهم؟.. وطننا ومسؤولونا من أعز ما نملك.. فيا ليت البعض مثل ما يسردون علينا محاسن بعض الدول ومسؤوليها بسبب دعوة وّجهت لهم، أو هدية، أو مبلغ من المال أعطي إليهم، فوطننا عندنا أغلى من كل شيء، ومن يتفوه عليه بكلمة فسوف نتصدى له ولو كلفنا ذلك ما كلف؟؟ وآخر الكلام تبقى المصداقية والصدق شيء ثمين، إذا تخلى عنه الإنسان فقد تخلى عن كثير!! وخاصة الكاتب؛ فميزان التكريم عندالله التقوى وليس هدية بخمسمائة ريال، أوكتاب.. فتكريم الله على التقوى هو الكرم والتكريم المطلوب، وليس من النوع الذي يبحث عنه الكثيرون، "ما عندكم ينفد وما عند الله باق".