13 سبتمبر 2025
تسجيلما نطلقه من وعود لابد وأن يأخذ حيزه من واقعنا الفعلي، وما قد قررت خوضه لن يتوقف بإذن الله تعالى، ولعل هذه الرغبة ما قد جاءت مُلبية نداء أبي رحمة الله عليه، حين طلب مني معاهدته على بث المجتمع بكل خير يُضيف إليه وعليه الكثير، وما قد عاهدته عليه يأخذ العديد من الوجوه، ويمكن بأن يتحقق بطرق مختلفة وممكنة بإذن الله تعالى، منها تخصيص هذه الصفحة بما فيها؛ لبث الخير وبكل شكل من الأشكال المشروعة والمُباحة التي تنص على تخصيص مساحتها؛ لتزويد أفراد المجتمع بما يُصلح الأمور ويُرجعها إلى صوابها متى انحرفت عن مسارها السليم وبجنون؛ ولأن المسار وما يتوجب بأن يكون عليه هو ما يهمنا؛ لنكون عليه نحن أيضاً، فلقد كان توجه (الزاوية الثالثة) في هذه المرة يطل بنظراته الجادة والحادة نحو موضوع (القصص الغريبة التي تثيرها ردهات الانتظار)، وهي تلك التي يعاني منها من يعاني من المرضى، ومن المرافقين للمرضى ممن يجبرهم الانتظار على تحمل مشاعر الخوف والقلق، وتحمل فصول القصص التي يعيشونها وهم في قمة الضعف الذي يلتهم صبرهم، ولكم هي كثيرة تلك القصص التي تنتهي وفي المجمل بنهايات محددة لا تتعدى حدودها؛ لتخرج عن حقيقة كونها مجرد مطالب تحتاج لمن يأخذها بعين الاعتبار، فالبداية تبدأ بقصة ولكنها تنتهي بشيء آخر يحتاج لمن يهتم به ويدرسه؛ كي يُعالج بالشكل الصحيح والمناسب، أي كل ما يُهون على كل تلك الأطراف المعاناة التي يعانونها حين تجبرهم الحاجة على دخول المستشفيات حيث القصص التي تبدأ ولا تنتهي. إن ما يعيشه رواد المستشفيات وإن اختلفت الأسباب التي ذهبت بهم إلى هناك، يجعلهم بأمس الحاجة إلى التراحم قبل أن يكون العلاج نفسه، حيث إن تعرضهم لضغوطات الدخول والمراجعة والكشف فالتشخيص والعلاج، يجعلهم في وضع حرج لا يعتمد على الدواء للقضاء على الداء فقط، بل على المعاملة الحسنة التي تهون عليهم مصابهم، وما يصلنا منهم وما نستمع إليه يجعلنا نلامس واقعاً لا يخلو من القصص التي منها من قد تشجع صاحبها لنشرها، أو حتى سعى إلى تسليط الضوء عليها وإن كان خافتاً، ومنها من لم يتمكن صاحبها من فعل ذلك؛ لخوف يردعه أو يمنعه عن فعل ذلك، والحق أن النوع الأخير هو الأغلب، وهو من يسهم بتلاشي تلك القصص وهروبها من ساحة الحق، فلا ندرك منها إلا القليل الذي يصل إلينا على ظهر (كما قيل لي)، والمؤسف أننا وحين نبحث عن صاحب القول لا نجده، ولكننا نجد من الآثار ما يدل على أنه قد كان هنا يوماً، ولأننا لا نعتمد على ما كان فقط، فلقد قررنا البحث عن الحقيقة فإليكم ما هو لكم. من قلبي وفي قلب الزاوية الثالثة إن ما قد عشته خلال الفترة الماضية من متابعة لحالة والدي رحمة الله عليه تطلبت مني دخول المستشفى؛ للزيارة والسؤال ومعرفة وضعه وما قد جد عليه، قد جعلني أدرك أن دخول المستشفيات وزيارتها ليس بالأمر اليسير الذي يسهل تناوله كموضوع لا يخلو من القصص، ولكنه يجعله صعباً على المُتحدث والمستمع؛ لأنه يأخذ من حياتهما حيزاً لا يُستهان به، والتجربة خير برهان على ما أقول، وهو تماماً ما قد رغبت بأن يخرج إليكم فيكون لكم، لا لنتشارك به فحسب، ولكن لنتبادل الخبرات، ولنتعرف على ما تُخفيه النفوس. وفي الختام لا يسعني إلا وأن أكتبها هذه الكلمات (فليرحم الله أبي في قبره وليغفر له ولكل مسلم) اللهم آمين.