17 سبتمبر 2025

تسجيل

درب الساعي 2022

11 ديسمبر 2022

تحت "شعار قوتنا مصدر قوتنا" أقيم درب الساعي وهو المكان الذي يشهد احتفالات اليوم الوطني للبلاد والذي يصادف 18 ديسمبر، ويبدو درب الساعي أكثر تميزاً هذا العام، حيث اتخذ من مدينة أم صلال محمد مقراً دائماً له على مساحة 150 ألف متر مربع، وعند دخولك للقرية تعود بك الذكريات لزمن الاجداد وذلك من خلال المباني المبنية بالطريقة القديمة والديكورات المستخدمة تعكس التراث والهوية القطرية التي تراها من خلال عادات البحر والبر الموجودة في درب الساعي، والحرف اليدوية التي اشتهر بها الأجداد وقامت عليها النهضة القطرية، وتجد الهوايات العربية الأصيلة مثل الخيالة وأصحاب الابل والصقور وتعطي مجالاً للصغار والكبار لخوض التجربة التراثية، كما ان الممرات الواسعة وانتشار المقاعد وتوزيع أماكن الفعاليات ممتاز ومريح للزائر ويمكنه بسهولة الاطلاع على تفاصيل درب الساعي وفعالياته بشكل كامل ومرتب، والأرضية مرصوفة بطريقة تسهل على العربات والكراسي المتحركة أن تسير دون عوائق مما يدل على الاهتمام بالصغار وذوي الهمم وكبار السن، وعند دخولك من الباب الرئيسي تصادفك بحيرة خلابة تنعكس عليها الإضاءة بطريقة ساحرة وتقابلك سارية علم قطر الذي يرفرف عالياً وبشكل ساحر يشعرك بالفخر والاعتزاز لانتمائك لهذا البلد المعطاء الذي دخل التاريخ بأوسع أبوابه من خلال نجاح تنظيم مونديال كأس العالم 2022 وذلك بإجماع العالم كله من حضر ومن لم يحضر قطر على هذا الإنجاز العظيم الذي سيظل إرثاً تتناقله الأجيال في قطر. وتزامن فعاليات مع درب الساعي قَدّم فرصة طيبة لضيوف المونديال بالتعرف على التراث القطري والعادات والحِرف القديمة وتكوين صورة حية عن الحياة البسيطة للمواطن القطري، خاصة وأن الغرب يهتم بالتفاصيل التاريخية ويحب اكتشاف العادات الأصيلة للدول التي يزورها وهذا ما وفره درب الساعي هذا العام، فالغرض الرئيسي من إقامة درب الساعي بشكل سنوي هو تعريف الجيل الجديد بحياة الاجداد وإحياء التراث والمحافظة عليه لأنه انعكاس لهويتنا التي يجب أن يعرفها الجيل الحالي الذي ولد وشبَ على المدينة الحضارية والمتطورة من قطر ويعيش في طفرة التكنولوجيا والانترنت، ويأتي دور الأهل مكملاً لدور الدولة والمؤسسات المعنية لتعريف الأجيال بتراثهم الثقافي. ويضم درب الساعي هذا العام ما يقارب ال 4500 نشاط ثقافي وتراثي، يصب معظمها في تعزيز الولاء والانتماء وابراز الثقافة القطرية، بالإضافة إلى 80 متجراً و30 مطعماً ومقهى لجعل المكان وجهة ترفيهية ثقافية داعمة للمشاريع، ولعّل من ابرز الفعاليات هي الندوات الثقافية والامسيات الشعرية والعروض الفنية والمسرحية التي تستقطب كل المثقفين والاعلاميين والفنانين في قطر وتعطيهم الفرصة لوضع بصمتهم في الاحتفال باليوم الوطني الاستثنائي هذا العام مع مونديال قطر 2022، ويشهد المسرح الرئيسي فعاليات ثقافية متنوعة كل يوم وندوات في كل مجالات الثقافة والأدب والفنون وقضايا الشباب، بالإضافة إلى فعاليات الاطفال الثقافية من مسرحيات وأوبريت فني تراثي، ناهيك عن العروض الفنية التراثية للفرق الشعبية والفرقة العسكرية، واحتفل بعض المشجعين بفوز منتخباتهم في درب الساعين أضفى أجواء حماسية على زوّار درب الساعي الذي يستقبلهم يومياً إلى ساعة متأخرة من الليل كما أن الدخول والخروج منه مُنظّم وسلس جداً وتتوفر مواقف السيارات بطريقة مُرتبة جداً ويتكامل هذا التنظيم مع التنظيم العام للمونديال الذي لفتَ نظر الجميع ف بالرغم من الأعداد الهائلة من الجماهير إلاّ أن الجميع يتواجد في أماكن الفعاليات بشكل يسر وسهولة في السير ودون تدافع أو ضياع الوجهة لانتشار الأمن والمتطوعين الذين يرشدون الناس للطرق الأفضل والأسهل. إذا كنتَ حتى هذه اللحظة لم تزر درب الساعي فلا تضيع فرصة التّعرف على افضل مكانٍ تراثي ثقافي ترفيهي للعائلة فلا تفوت الفرصة وأذهب اليوم وأستمتع بالأجواء الرائعة. •شكر وتقدير للقائمين على وزارة الثقافة بقيادة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة على اهتمامه بأدق التفاصيل في درب الساعي وحرصه وفريقه على تعزيز الهوية الثقافية والمحافظة على التراث والعادات والتقاليد ونقلها للاجيال وعلى الاهتمام بالمثقفين واستغلال درب الساعي ليكون اشبه بسوق عكاظ القديم الذي يجمع المثقفين والمفكرين والشعراء ويتبادلون الاراء والخبرات وينشرون العلم والمعرفة، كل التحايا لكل من عمل في درب الساعي الصرح الثقافي الذي ننتظر إبداعاته كل عام.