13 سبتمبر 2025

تسجيل

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مشروع «أمة»

11 ديسمبر 2018

◄ المعجم حظي باهتمام صاحب السمو منذ كان ولياً للعهد ◄ أول معجم تاريخي يؤرخ ألفاظ اللغة العربية ومعانيها ◄ إمكانية المتابعة والاستفسار والإضافة من قبل الجمهور في الموقع ◄ «معجم الدوحة » يعتبر إنجازاً مقارنة مع معاجم أخذت عقوداً وأكثر من قرن ◄الموقع يتيح لكل متحدث باللغة العربية أو مهتم بها الاستفادة من المعجم شرَّف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى صباح أمس حفل إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ودشّن موقعه الإلكتروني وسط حضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وجمع غفير من أهل العلم واللغة داخل قطر وخارجها، وكان الحفل ممتعاً ويبعث على النشوة والفخر والاعتزاز، فقد كان الحفل بهيجاً مفعماً بروح اللغة العربية الساحرة والتي تفاعلت حروفها وقصائدها في آذان الجميع فكان كل حرف نغمة، وكل كلمة أغنية وكل جملة فيها فائدة، وكل شطر من أشعارها حكمة. احتفل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات؛ بمعهد الدوحة للدراسات العليا صباح أمس، بأهم حدث تاريخي لمعجم الدوحة التاريخي، والذي أجمع الحضور على أهميته ودوره الكبير في أن تكون اللغة العربية في مكانتها التي تستحق، برعاية دولة وقائد يؤمن بالعلم ويهتم به ويسعى إليه، خاصة أننا نعيش في عصر ؛ للأسف تعبث بعض أنظمته الحاكمة بدوله، لدرجة وصلت إلى تهميش دورها على المستوى العلمي والبحثي والثقافي على وجه الخصوص، ومثلما ذكر الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن هذا المعجم الفريد من نوعه والذي لم يسبق له مثيل هو مشروع أمة ولا تستطيع جهة القيام به دون دعم دولة وإيمان قائد وتوفر متطلبات العمل عليه، وهذا ما كان في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الذي حظي باهتمام وتوجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى منذ كان ولياً للعهد في إطار رؤية سموّه في المحافظة على اللغة العربية وهوية الأمة، فتم العمل على المرحلة الأولى منه منذ مايو عام 2013 وحتى تدشينه يوم أمس، أي ما يقارب السنوات الخمس ، كما يعتبر أول معجم يؤرخ ألفاظ اللغة العربية ومعانيها، ويتوقع بعد أن يكتمل المشروع وصول عدد مفرداته إلى ما يربو على المليار كلمة تقريباً، وفي وقت قياسي، وقد تطرق إلى الكثير من المعاجم اللغوية في اللغات الأخرى على سبيل المثال الألمانية والانجليزية والفرنسية... وأخرى، وجميعها أخذت عقوداً ومنها ما زاد على القرن ونيف، أما اللغة العربية فهناك محاولات لم تتكلل بالنجاح لعدم توافر الدعم الكافي من مادة ومتخصصين، وهو ما تم توفيره لإنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وفي وقت قياسي والعمل جارٍ على استكمال المشروع حتى النهاية. ومثلما ذكر الدكتور علي الكبيسي، عضو المجلس العلمي، في افتتاحية الحفل ، أهمية المشروع وما صاحبه من همّة عالية وجهد كبير أدى في النهاية إلى أن يكون اليوم متاحاً لكل متحدث للغة العربية أو باحث فيها، كما تحدث الدكتور رمزي البعلبكي، رئيس المجلس العلمي بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية عن شكره وامتنانه لدولة قطر وأميرها على الدعم السخي لمشروع أمّة أنعشت قلوب العرب من المهتمين والدارسين باللغة العربية، خاصة في مجال التراث اللغوي والنحوي العربي. واختتم الحفل كلمة الدكتور عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بكلمة رائعة اختصر فيها الجهود التي بذلت حين عدَّد أهمية ومزايا المعجم، وذلك في قوله «إن تمكين الأمة من فهم لغتها في تطوّراتها الدلالية على مدى أكثر من ثمانية عشر قرناً على الأقل، وبذلك يسهل الفهم الصحيح لتراثها الفكري والعلمي والحضاري؛ بإدراك دلالة كل لفظ بحسب سياقه التاريخي، ويتحقق وصل حاضرها بماضيها في المستويات اللغوية والفكرية والعلمية». وبتدشين الموقع الإلكتروني لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يتمكن الباحث أو الزائر للموقع من معرفة ألفاظ اللغة العربية بمعانيها ومبانيها وبما ورد منها في النقوش مع التأصيل، وذلك بحسب ثلاثة أنواع: 1. الترتيب التاريخي. 2. الترتيب بالأبنية الصرفية. 3. الترتيب الألف بائي. كما يقدم موقع المعجم صيغة البحث في المدونة النصية عن الكلمة في السياقات التي وردت فيها مرتبة بترتيب تاريخي موثقة المصادر، بالإضافة إلى الأخبار التي يقدمها الموقع عن أنشطة مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ليكون منبراً للنقاش العلمي الجاد في قضايا المعجم التاريخي والدراسات المعجمية والكثير من الأمور ذات الصلة، وذلك انطلاقا من كون المعجم مشروع أمّة يستوجب مساهمة المعنيين باللغة العربية، والأهم أن بالإمكان تعديل الموقع وفق الحاجة، مع إمكانية المتابعة والاستفسار والإضافة من قبل الجمهور عندما تستدعي الحاجة إلى ذلك. كان العرض شيقاً مع المقدمة الرائعة الإعلامية القديرة إلهام بدر، والعرض المصاحب من مقاطع وعلى وجه الخصوص القصائد الفصحى التي ألهبت حماس الحضور بسحر كلماتها ومعانيها في مدح الدوحة والمعجم والمتمثل في دور دولة قطر وقائد مسيرتها في بناء المعرفة وتوفيرها لمن يبحث عنها بأسهل الطرق التي تمكنه من ذلك دون عناء أو سفر، وهذا ما أكد عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه حين كتب في حسابه الخاص تغريدة بمناسبة حفل إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ذكر فيها مشاركته في الحفل وهو الأول من نوعه في تاريخ العربي والعربية، كما أنه يعد علامة فارقة؛ حيث يرصد تطور ألفاظ لغتنا العربية، وقام بتهنئة جميع القائمين على المعجم التاريخي ولجميع أبناء العربية جميعا هذا المنجز النهضوي المهم والكبير، هذا ما ذكره صاحب السمو، ولنا في ما قام ويقوم به حفظه الله دروساً وعبر لقادة دول ومسؤولين بأن العمل الصادق دائما يتكلل بالنجاح، ونستذكر مع حضوره وما ذكره في تغريدته على تويتر ما تقدمه دولة قطر للأمة في سبيل رفعة مكانتها وتعزيز موقعها على الخريطة الإقليمية والعالمية، فمع قمة جامعة الدول العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في الظهران بالسعودية منتصف أبريل الماضي، افتتح حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى مكتبة قطر الوطنية ودشن الكتاب رقم مليون فيها، ومع القمة الخليجية التاسعة والثلاثين التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض يوم الأحد الماضي، دشن صاحب السمو الأمير المفدى معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وبهذا يكون الفرق بين من يعمل لوطنه وشعبه وأمته بفخر واعتزاز، وبين من يحاول تمزيقها وتفريقها والعمل على إيقاف عجلة التقدم والعمل والبناء في دولته والدول الأخرى. وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتقدم بالتهنئة والشكر الجزيل للقائمين على مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وبالأخص أعضاء المجلس العلمي للمعجم، الذين اجتمعوا من عدة أقطار عربية في دوحة العلم والمعرفة، ونتمنى لهم مزيداً من التقدم في سبيل تعزيز دور اللغة العربية والاهتمام بها على كافة الأصعدة.