20 سبتمبر 2025
تسجيلكالعادة، كلما تشتد المذابح والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين الابرياء العاجزين في سوريا، يحاول المجتمع الدولي، بسيناريو متكرر بشكل محفوظ، إظهار تفاعله مع ما يجري للمدنيين من خلال قرارات يجري اعدادها على عجل، لإبراء الذمة، ثم تعرض على مجلس الامن ليحبطها "الفيتو" الروسي منفردا، أحيانا، ومزدوجا مع الصين في أحيان كثيرة. ثم يعقب ذلك اعلان عن اجتماع بين القوتين الاكبر امريكا وروسيا، يكون غالبا مصيره الفشل في الاتفاق على وقف ما يجري للشعب السوري من قتل ودمار وتشريد منذ خمس سنوات، حتى وصل عدد ضحايا الإجرام الدموي هناك إلى 500 ألف قتيل، وأصبح نصف الشعب لاجئا وهائما على وجهه.إن نتائج ما يحدث في سوريا اليوم، يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي، وعلى رأسه امريكا وروسيا، اللتان تتشاركان الجرم فيما ارتكب من مجازر يندى لها جبين الانسانية، الاولى بالتواطؤ والثانية بالمشاركة الفعلية في المجازر الجارية بحق الشعب السوري.لقد فضحت المجازر السورية ـ وليس ما يحدث في حلب وحدها ـ الأزمة الاخلاقية التي تعيشها مؤسسات المجتمع الدولي، والدول صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الامن وفي مقدمتها روسيا والصين وامريكا.ليس من دليل، على مر التاريخ، أظهر حقيقة عجز المجتمع الدولي وضعف مؤسساته، أكثر مما حدث ويحدث في حلب اليوم، ومن الواضح أن الأزمة أعادت التأكيد من جديد على ضرورة إيجاد مؤسسات أكثر عدالة وتعبيرا عن الارادة الجمعية لدول العالم، وأكثر حرصا على الأمن والسلم الدوليين، وأكثر التزاما فيما يتعلق بالقيام بواجبها المقدس في حماية المدنيين في أي مكان.