12 سبتمبر 2025

تسجيل

وظائف مترهلة

11 ديسمبر 2014

يشتكي الكثير من الموظفين والموظفات من مشكلة قد لا ندرك حجمها في مجتمعاتنا العربية، والتي اعتادت أوقات الفراغ الكبيرة ، واعتادت أن يشغل كثير من أفرادها وظائف قد لا تمت لهم بصلة، وإنما هي وظائف يعملون بها بشكل روتيني دون أن يقيسوا مدى ملاءمتها أو مدى الإنجاز الذي يحققونه فيها أو غير ذلك من المقاييس التي لابد من تطبيقها لتحقيق الأهداف على الصعيدين الشخصي والعام.لقد أفرزت لنا التغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية والعملية مشكلة الوظائف التي باتت لا تتناسب في كثير من الأحيان مع الموظف أو بالأحرى العكس فالموظف يجب أن يعين في وظيفة على حسب مؤهلاته الجامعية وعلى حسب ملاءمة المهام الموكلة إليه وبالإضافة لما يمتلكه من دراسة وتحصيل علمي وبما حصل عليه من خبرة عملية في هذا المجال، وليس لأن هذا الموظف هو فلان أو أنه يمتلك معرفة بشخص مسؤول لديه القدرة على تعيينه في هذه الوظيفة.إن أوقات الفراغ الكبيرة التي يهدرها الموظف وهو في ساعات دوامه الرسمية لهي كنز مهدر وثروة لا نعرف قيمتها، فلطالما كان الوقت في الأزمان الماضية سيفاً إن لم تقطعه قطعك .. ولكن حين تمر الساعات الطوال على موظفينا دون عمل ودون وجود ما يقومون به فهذا هو الإهدار الحقيقي للوقت والمال، فالشباب هو العطاء وهو ثروة الوطن التي يجب أن تستغل بطرق إيجابية لتحقيق الأهداف المرجوة من وجودهم على أرضهم وفي أعمالهم فمن غيرهم يستطيع بناء الأوطان.لقد كتب لي الكثير من القراء الأعزاء يشتكون تلك المشكلة، عدم ملاءمة الموظف مع الوظيفة التي يعمل بها وأوقات الفراغ في أيام العمل، فلم أجد أهم من أن أذكر أصحاب تلك المشكلة بأهمية الوقت وحتى إن لم تخلق لهم طرق عملية لسد ذلك الفراغ من قبل إداراتهم، فالأحرى بهم إيجادها بأنفسهم وملؤها بما يفيدهم ويفيد بلادهم .فالعلم مفيد والدراسة مفيدة والثقافة مفيدة والعمل التطوعي مفيد والعبادة مفيدة والإنسان الناجح هو الذي يستطيع أن يملأ أوقات فراغه بكل ما هو مفيد.