16 سبتمبر 2025
تسجيلما يميزُ مسيرةَ النهضةِ الشاملةِ التي تشهدُها بلادُنا أنَّها تستند إلى الجيلِ الشابِّ المتعلم المثقف الذي يرتكز إلى رصيدٍ من قِـيَـمِ الإسلام الحنيف، واحتكَّ، خلال دراسته، بفكرِ وحضاراتِ العالمِ الـمتقدِّمِ ونُظُـمِـهِ الديمقراطية وتنظيماته الـمَـدنية، وهذا هو الأساس الأول لأملنا في نجاح التغيير الإيجابي من خلال الرياضة، الذي يُـشَـكِّلُ الهدفَ الرئيسَي للنسخة الثانية من منتدى الدوحة الرياضي الدولي (DOHA GOALS). اتَّـسَـمَ الخطابُ الإعلاميُّ لـمُنَـظِّمِـي الـمُنتدى باختيارِ العباراتِ بدقة، إلا أنَّ عبارة: التغيير الإيجابي كانت أكثرها رنيناً. فالتغيير، هنا، ليس عمليةً تتم بقوانينَ وقرارات من الدولة، وإنما من خلال مشاركةِ المواطنين فيها، واستثمارِ الهامش الديمقراطيِّ الكبيرِ في تقديمِ الـمبادراتِ والرؤى والأفكارِ التي تساعدُ على ذلك. الـمؤتمرُ ليس احتفالياً يُرادُ منه مجردُ التغطيةِ الإعلاميةِ، وإنما يُؤسسُ لمرحلةٍ جديدةٍ ستشهدُها قطر، وتمتد أبعادُها لتشملَ كلَّ مفاصل الحياةِ، وتستهدفُ ترسيخَ قِـيمٍ أخلاقيةٍ ومَسْلَـكِـيَّـةٍ قويمةٍ من خلال التعليم والإعلام، أولاً، ثم عَـبْـرَ انخراطِ الأفراد في النشاطِ الاقتصاديِّ والعملِ العامِّ. إننا نتحدث عن وَضْـعِ الأسس السليمة لبناءِ الدولةِ الحديثةِ والـمُجتمعِ الـمَدنيِّ الـمُتَـحَـضِّـرِ، وليس كالرياضةِ سبيلاً للتوعية، ونَـشْـرِ روحِ الـمبادرةِ، وتفعيلِ الطاقاتِ، وبخاصةٍ، في مجتمعٍ أدركَ أهميةَ التعليم التخصصي منذ الصِّـغَـرِ، حيث اهتمَّ بالإنسان وفقاً لاستعداداته البدنية، ومُـيُولِـهِ النفسيةِ، وقدراته العقلية، فوَفَـرَّ لكلِّ فِـئَـةٍ من مواطنيه تعليماً يتفقُ مع ذلك. ونظراً لكون النسبة العظمى من الـمواطنين من الشباب والناشئة، وهم في سِـنٍّ يهتمُّ أصحابُـهُ بالنشاط البدني الرياضي، فإنَّ البدءَ بالتغييرِ من خلالِ الرياضةِ يكون الوسيلةَ الأمثلَ لتحقيقِ الهدفِ. أثلجَ صدورَنا ما ظهرَ عليه شبابُنا، من قياداتِ الـمُنتدى المسؤولين عن تنظيمِ المؤتمرِ، من وعيٍ وثقافةٍ خلال اليومين الماضيين، فكانوا واجهاتٍ حضاريةً أطَـلَّتْ منها قطر الحبيبة، قيادة ومجتمعاً وإنساناً، على العالَـمِ فأبهرتْـهُ ورَسَّـخَتْ صورتها كوطن الإنسان الـمُبدعِ الـمُـؤثِّرِ.