11 سبتمبر 2025
تسجيلالنجاح والفشل ليسا عملية لوغارتمية معقدة، بل هي معادلة سهلة وانسيابية جدا، إنها صناعة الفرد وثمرة نتاجه، إنها مجابهته للأقدار بالأقدار، إنها صناعة الفعل والعمل، لا صناعة الخمول والجهل، إنها إرادة التوكل لا انبطاح المتواكل، لخص ذلك الشاعر الهندي المسلم محمد إقبال بقوله: المؤمن الضعيف هو الذي يحتجُّ بقضاء الله وقدره، أما المؤمن القوي فهو الذي يعتقد أنه قضاء الله الذي لا يُرد، وقدره الذي لا يُدفع.كلا الرجلين تعثرت خطاه مرة، وانكفأت عليه مرات، لكن الأول توقف عند حد الشكاية والوصف، معلقا ما أصابه على ما لا دخل له فيه عادة، ولا قدرة له على صده غالبا، فتارة محسود أو معيون أو مسحور، أو أن القدر يعانده والحظ الذي لا يوافقه! وما أسهل هذا التصرف السطحي الطفولي، وما أبسطه للهروب من الواقع والتجانس مع الفشل.لكن المؤمن القوي حين حل به المصاب؛ صرف جهده من الحديث الوصفي عما أصابه إلى الحديث العملي عن طريق النجاة وآلية الخلاص.إنه مؤمن بأن أمواج البحر لن تنتظر المتردد حتى يتخذ القرار، وأن مجرد السؤال أثناء الطوفان عن القدرة على السباحة ضرب من الجنون أو استسلام وهلاك؛ فالطوفان لا ينتظر أحدا.هي معادلة بسيطة عنوانها الأبرز: موقف + ردة فعل = نتيجة. الموقف يتعرض له العامة والخاصة، الكبير والصغير لكن على قدر ردة الفعل تكون النتيجة. فالسلبي صاحب أدب عال ومنهج عميق في الوصول إلى المجهول، أو الوقوف أمام الطريق المسدود.فما أصابه من فشل ناتج عن تآمر الغير عليه، أو حقدهم على ذكائه، أو غيرتهم من قدراته، أو طيبته المفرطة وخبث الناس كلهم، إلى غير ذلك من فنون الإبداع لصناعة الفشل بأيديهم.وهنا يكفيه أن يجلس مطمئن النفس ليقول في ثقة مزيفة: هذا قدر الله ولا مناص منه، فلو قدر الله أن أنجح لنجحت! رحم الله خالد بن الوليد لما سأله أحد قُوَّاد الفُرس في سخرية: من أنتم؟ قال له: نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لهبطتم إلينا أو لصعدنا إليكم. نحن قدر الله. هكذا تعلمنا أن من لم يخطط للنجاح؛ بيده خطط للفشل.