11 سبتمبر 2025

تسجيل

طوفان الأقصى.. الحرب الشاملة

11 أكتوبر 2023

يقول الصحفي الأمريكي توماس فريدمان: هذه الحرب سيتم تدريسها من قبل أجهزة المخابرات في العالم. لقد أقاموا جدارا بقيمة مليار دولار تم اختراقه بواسطة جرافة.. كيف حدث ذلك؟ هل هي بداية النهاية لإسرائيل؟ هل هي الحرب؟ هل ما نراه هي نهاية إسرائيل؟ إنها صدمة وخيبة للكثير من الإسرائيليين. وما أجمل النصر، الله أكبر ولله الحمد. منذ أن دوت صافرات الإنذار يوم السبت الماضي، تعيش إسرائيل هزيمة لم تسبق لها من قبل. إنها طوفان الأقصى، عملية معد لها إعدادا جيدا، تم الإعداد لها منذ سبع سنوات، ونفذتها وحدة الصقور الجوية. في قطاع غزة المحاصر منذ عشرين عاما، في نفس الذي يوافق الذكرى الخمسين لاندلاع هذه الحرب. في ظل الحصار، والمجازر المستمرة ضد الفلسطينيين، استطاعت المقاومة أن تحقق ما لم يخطر على بال الفلسطينيين ولا حتى العرب والمسلمين في هذه العملية النوعية، وهي ضربة موجعة بلا شك، وفشل استخباراتي واضح. في الوقت التي كانت حماس توهم إسرائيل بأنه لا شأن لها بأي حرب، وأنها غير مستعدة للمواجهة أو القتال. يعترف بذلك مصدر إسرائيلي أمني يقول لقد خدعتنا حماس. وفي يوم العطلة الرسمية لليهود، بدأ الهجوم، على المستوطنات الصهيونية في سابقة تاريخية. لحد اليوم الصورة مرتبكة، ولكن الصور التي ظهرت ما زالت تعتبر من صور النصر والعزة. المظليون على ارتفاع منخفض، وهدم الجدار الذي كلف حوالي المليار دولار بالجرافات، عدد كبير من الصواريخ، العدد الكبير من الأسرى، يقول الله تعالى (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ). المفارقة أنه كان إنزال مظلي في عام ٦٧ للصهاينة، واليوم إنزال مظلي فلسطيني. ما يثير جنون الإسرائيليين هو التسلل إلى عمق الأراضي المحتلة أضف لذلك عمليات الأسر الأكثر إذلالا. ومقاتلو حماس كانوا يتدربون أمام إسرائيل. الدخول إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ ١٩٤٨. طبعا الرد الانتقامي، القصف الإسرائيلي الانتقامي على غزة وضرب المدنيين الأبرياء مستمر ولا يفرق بين صغير ولا كبير، امرأة أو رجل، والمؤلم لجأت الكثير من العائلات إلى تبادل الأبناء، حتى لا تتم إبادة العائلة كاملة، في حالة إذا دمر صاروخ المبنى. من الجانب المقابل جنود حماس عندما دخلوا المستوطنات لم يقتلوا الطفل ولا المرأة، وذلك تنفيذا لوصية الرسول عليه الصلاة والسلام. نسأل الله لهم الثبات والنصر، ويرحم شهداءهم. وأقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أواكم الله وثبتكم، ونصركم الله، أيدكم. أضف لذلك أن استباحة الشعب الفلسطيني، بقتل أكبر عدد من المدنيين، من سيناريوهات الرد الإسرائيلي الواضحة، بالرغم أن كل ذلك لا يغير شيئا من حجم الهزيمة للصهاينة. وكما قالت الخارجية القطرية «تحمل إسرائيل مسؤولية التصعيد بسبب الانتهاكات المستمرة واقتحاماتها المتكررة». كما نعلم أنه إستراتيجيا يعتبر الأسرى ورقة ضغط على الإسرائيليين وستكون مجبرة ومضطرة أن تبادلهم الأسرى المهمين في سجون الاحتلال. اليوم وفي هذه الحرب السافرة نحتاج لضمير حي يقف مع الحق، ولمن يقول كلمة الحق أن هذه الأرض للفلسطينيين. وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في القضية الفلسطينية، بالرغم من حجب المحتوى الفلسطيني في الإنستجرام والفيسبوك، إلا أنه يجب نصرتهم، ونفي الأخبار الكاذبة ومساندتهم ليرى العالم كله الحقيقة. المرحلة القادمة لابد من صمود الفلسطينيين، ومساندتهم لأن الحصار سيشتد وبلا ماء ولا كهرباء. والثابت أنها ليست قضية رأي، وإنما قضية عقيدة، ويموت أهل غزة لتحيا العزة، اللهم انصرهم وسدد خطاهم اللهم كن لهم عونا ونصيرا ... وكل هذا وبيني وبينكم.