16 سبتمبر 2025

تسجيل

عّود نفسك !

11 أكتوبر 2020

تصرفاتنا وأفكارنا عبارة عن عادة نعتاد عليها بشكل تلقائي، وقد تبدأ هذه العادة منذ الصغر وتكبر معنا، لذلك يُنصح دائماً بحسن تربية الصغار وغرس القيم الأصيلة فيهم وتعليمهم العادات الصحيحة وطريقة التفكير الإيجابية؛ لأنهم أن اعتادوا على ذلك سيحملون هذه العادة معهم طول العمر وتنعكس على تصرفاتهم مع الآخرين، وقد يورثونها لأبنائهم، هل تساءلنا يوماً عن طبيعة تصرفاتنا وأفكارنا كيف تكونت؟ هل تفكّرنا يوماً في عاداتنا اليومية شرب القهوة الصباحية مثلاً؟، كيف اعتدنا على ذلك ومن أين بدأت هذه العادة؟. ومن هذه السلوكيات العامة إلى طريقة التفكير والتحكم في الانفعالات فهي كذلك عبارة عن عادة نكتسبها مع الأيام، فمثلاً أن يكون الشخص عصبياً وكثير الغضب هو بالتأكيد لم يُولَد عصبياً ولكن مع الأيام عُوّد نفسه على الانفعال السريع والغضب، ولو أنه وجد من يهدئ من نفسه ويعّوده على الهدوء لكان هادئاً، مثال آخر حول القلق، لماذا نشعر بالقلق والبعض منّا يصل لحالة مرضّية من شدته؟، فكرة أخرى حول الشكوى نجد أن البعض دائم الشكوى وبمجرد ما يقابلك يبدأ في الشكوى حول مرضه، أو حول أبنائه أو وضعه الاجتماعي والوظيفي وغيره، ومن العادات السيئة المنتشرة ملاحقة الغير وحسدهم على حياتهم وعدم التأمل في حياته والاستفادة من الخيرات التي ينعم بها وعدم حب الخير للغير، وللأسف هذا ما يشحن النفوس تجاه الآخرين، ويجعل الشخص سلبياً وغير قانع بما أعطاه الله تعالى من نِعْم واستغلال خيراته بشكل مرضٍ. في الحياة يجب أن نعتاد على أفكارنا ومبادئنا كما نعتاد سلوكياتنا، فنحن قد نُحب أحدهم بعد الاعتياد عليه، وبإمكاننا الاعتياد على السعادة؛ إن برمجنا أنفسنا عليها، كما نستطيع الاعتياد على الرضا والقناعة إن تأملنا كل ما لدينا وعرفنا كيف نستمتع بها وإن كان قليلاً، فالبعض يمتلكون ثروات طائلة لكنهم ليسوا سعداء والعكس صحيح، التفكير الإيجابي عبارة عن عادة كلما استخدمناها تعّودنا عليها، الهدوء والتحكم في الغضب والانفعالات عادة كلما سيطرنا على هذا الشعور كلما استطعنا التخلص منه وغيرنا أنفسنا، ويمكن أن يحدث ذلك بسهولة مع قليل من التمرين إلى أن يصبح عادة ستقوم بها تلقائياً، فمثلاً عندما يمر أمامك موقف يثير غضبك ابتعد عن هذا الموقف، وانشغل بأمر آخر ولا تترك مجالاً لكثرة النقاش الذي سيؤدي لارتفاع ضغطك وبالتالي عصبيتك، ردد بعض الأدعية المريحة وكرر الاستغفار وستهدأ وبإمكانك تغيير وجهة نظرك في الموضوع دائماً، عندما تكون تعودت على الشكوى اكبح جماح نفسك وقرر أن تغير أسلوبك، وعندما يسألك أحدهم عن حالك وصحتك قُل الحمد لله وتكلم بإيجابية وغيّر الموضوع لآخر، وتيقن بأنك لستَ الوحيد المريض أو الذي لديه مشاكل، فالكل يعاني من آلام بشكلٍ أو بآخر، حاول أن ترى نصف الكأس الممتلئ وتجاهل الفارغ منه، فاستمتع باللحظات التي يكون فيها أبناؤك وأصدقاؤك حولك ولا تتأمل الوقت الذي كانوا منشغلين فيه، لأنك أنت أيضاً تنشغل عنهم في أوقاتٍ أخرى، لا تردد أنك محروم من أمر ما، بل تذكر أنك كنت تحصل عليه وبغزارة قبل فترة وأنه الآن لديك أمور أخرى تشغلك أو حصلت عليها لم تكن في الحسبان، لا تندب حظك لأنك لم تتزوج أو لم يستمر زواجك، أو لأنك لم تُرزق بالذرية فأنت لا تعلم أين هو الخير الذي يُخبئه لك الله تعالى. * كُن راضياً بما لديك وتأمل الخير حولك وانظر للصورة الكاملة دائماً وتجاهل صغائر الأمور وتَرّفع عن التدقيق في بعض الأمور التي قد تألمك أكثر من أن تسعدك. * إن كنت لا تجرؤ على تغيير وضع ما يؤرقك، تعايش معه وحاول الاستفادة من الإيجابيات التي يحتويه وتجاهل باقي الأمور المزعجة حتى ترتاح أنت وتشعر بالطمأنينة، لأنك عندما تتألم ستكون وحدك ولن يشعر بألمك أحد ولن يستطيع أحد إزالة ألمك إلاّ أنت، فأنت من تختار كيف تكون حياتك!. [email protected] @amalabdulmalik