13 سبتمبر 2025
تسجيلشدة التفكير بالصواب ينحرف بنا أحياناً عن جادته، خاصة بعد أن نُصاب بحالة من التشنج، تتشنج فيها أعصابنا، فيتطلب منا الوضع بل ويفرض علينا المطالبة بفسحة كافية يهدأ فيها الكل والبعض لنعود من بعدها إلى جادة الصواب، وحيث يتوجب علينا بأن نكون، وهو كل ما مررنا به فعلاً ونحن نتحدث عن (المهنة)، ولكن من زاويتها الأخلاقية وضمن مقالات كانت بعنوان (المهنة أخلاقيات). في موعدنا الثالث على سطور هذه الصفحة، ومن خلال هذا العمود أجد بأني أحمل أكثر مما يمكن بأن أتحمله من تلك الأحداث التي تدور من حولي وحولهم ممن حولي ولا حول لهم ولا قوة، (الأحداث) التي تربطها صلة وثيقة بـ (مجال العطاء المهني) الذي بدأ صدأ فساد الأخلاقيات المهنية يقضمها، ونخشى بأن يقصم ظهرها إن لم تظهر الحقيقة كاملة، أو كما يجب بأن تكون عليه على أقل تقدير. كثيراً ما نردد هذه الكلمات (حين نعمل نعطي)، وغالباً ما نفكر بالعطاء الإيجابي، لكن نادراً ما نجد من يحرص على كل ما سبق، وذلك لأن مزاولة المهنة صارت تتقلص؛ ليتكدس ما يتبقى منها من فتات في خانة (الأداء الوظيفي) الذي يُجبر صاحبه على الجري واللهث خلف إرضاء متطلبات تلك الوظيفة التي تبحث عن كل الدروب السالكة والخالية من كل ما يمكن بأن يتسبب لها ولروادها بـ Headache، وهو ما يعني بأن العقبات والعراقيل هي كل ما يتوجب عليهم تجنبه كي تكون الحياة بالروعة التي يسعون إليها، والحق أنه كل ما لا يتقبله العقل، فان نعمل يعني بأن نعطي، وأن نعطي يعني بأن نبذل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق الغاية المرجوة من كل عمل نقوم به ألا وهو (نيل رضا الله) أولاً، وما ينتمي لهذه الغاية ويكون من بعدها بعد ذلك. إن ما يغلب على جو عطائنا المهني هو اعدام الأخلاقيات وانعدامها في (عُرف البعض)، وعليه نجد ان المنافسة تغدو شرسة (لا) تقبل بأن تكون إلا بعد انتزع الشرف منها؛ ليُفتح الباب أمام كل الطرق المشروعة وغيرها مما يُشرع لصاحبها حق فعل ما يريد بمن يريد كما يريد والأهم من كل هذا هو أن يُنفذ كل ذلك تلبية لوصية (الغاية تبرر الوسيلة)، ويبقى السؤال الذي يسحب معه الكثير من الأسئلة: هل تبرر رغبة تحقيق الغايات السقيمة كل الوسائل المُتبعة في مجال العطاء المهني وإن جرد ذلك (المهنة) من أخلاقياتها؟ ثم هل تُحسب المنافسة (منافسة) متى نصب الفرد نفسه على الجماعة بفتحة تطل من خلالها تعاسة الآخرين وفشلهم؟ وهل يكون التسلط على الآخرين لضمان صمتهم نجاحا يُكتب للفرد؟ وهل انتقاص العمل المُقدم وغرس الشعور بالنقص غصباً من أخلاقيات المهنة التي تُحسب عليها؟ وهل طحن كل الجهود المُقدمة دليل تفهم لكل ما ترمي إليه أخلاقيات المهنة؟ وهل فعل كل ما سبق هو الضمان الحقيقي الذي سيحنط وجودك في متحف (انعدام الضمير)؛ لتُخلد ذكراك للأجيال القادمة التي ستدخر لها حقيقة واحدة وهي أن(المهنة هي كل ما تريده سواها الأخلاقيات)؟ وأخيراً المهنة أخلاقيات تحقيقها وتطبيقها سيخلد ذكراك على صفحات الزمن، فتبقى وإن رحلت، ويكفيك أن تنجب لك الأيام من سيترحم عليك، ويذكرك بالخير حين يُذكر اسمك يوماً (ما). شكر وتقدير بحروف يغلبها الفرح، وتغمرها السعادة أتوجه بخالص أمنياتي الصادقة بمزيد من التألق والنجاح للدكتور حسن رشيد؛ لتكريمه مبدعاً من قطر إلى جانب الفنان المصور محمد المناعي مؤخراً، لقاء إسهامات د. رشيد الأدبية في مجال القصة القصيرة والنقد المسرحي، وإسهامات الفنان محمد المناعي في مجال التصوير الضوئي، وهو كل ما انصب في صالح مسيرة الإبداع الوطني، من جديد كل الشكر لكما ولكل مبدع من قطر وفيها. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail