محاسن الثروة ومساوئها

الثروة تعتبر فال حسن على الدول والشعوب إذا تم توظيفها أحسن توظيف من أجل مصالحها ومصالح شعوبها وبها يتحقق الرخاء والتطور والازدهار والأمن والتنمية في مختلف المجالات وخاصة إذا كانت هذه الثروة بأيد أمينة ونزيه وشفافة، وبذلك يَسعد الجميع وترى الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في أفضل صورة. وفي حقيقة الأمر هي تعتبر سلاحا ذا حدين، ففي بعض الدول أصبحت فأل سوء ومرتعا للفساد والنزاعات التي لا تنتهي من أجل السيطرة عليها من قبل جماعات لربما أقلية على حساب الأكثرية، ناهيك عن التدخلات الخارجية طمعاً في هذه الثروة وتُشن الحروب من أجلها وتُحرق الدول ويموت الأبرياء بسبب السيطرة عليها من قِبل لصوص المال العام وسُراقه، ويحرمون الشعوب من خيرات بلدانهم والشواهد كثيرة أينما تول وجهك تر ذلك، وخاصة في العالم الثالث. وكم هي مصيبة إذا ساء التصرف بها أو تم توظيفها في إيذاء الآخرين أو التدخل في شؤون الغير أو في تغذية النزاعات المختلفة أو في بث الفُرقة والعداوات أو تم الزج بها في خضم أمور قذرة حينها تكون الثروة وبالا على أصحابها. فسوف تجلب لهم مختلف العداوات وتنشر الكراهية على نطاق واسع والكثير من المتاعب ولن تجلب لأحد لا العظمة ولا الريادة إلا الأوهام والتخيلات المريضة. ولن يدخل بها أحد من أوسع أبواب التاريخ مزهواً مرفوع الرأس بحسن وعظمة الأفعال وانما سوف يكون الدخول كما دخل من قبل أصحاب الحماقات التي كلفت البشرية الكثير من المآسي والخسائر الفادحة. ومن جانب آخر تعتبر الثروة عند البعض مفتاحا لأبواب الخير مغلاقا لأبواب الشر يسعى أصحابها والمسؤولون عنها إلى توظيفها خير توظيف لإسعاد شعوبهم والتخفيف عنهم من أعباء الحياة التي أصبحت مُكلفة وفي جلب السمعة الطيبة لدولهم ولجهودها الجبارة في مجال السلام والعلاقات الحسنة بين الدول وتقريب وجهات النظر المتباعدة وتحقيق المصالحات والتسويات بين الدول أو بين الفرقاء فكم من نار للفتنة أُخمدت بفضل هذه الوساطات الخيّرة. وكم من سلام كان صعب المنال تحقق وكم من المساعدات قُدمت للدول الفقيرة والمحتاجة أو الدول التي داهمتها الكوارث والمِحن المختلفة بما فيها الاقتصادية! وأنا بكل فخر واعتزاز أقول إن بلدي قطر من هذه الدول التي بنت مجداً حقيقيا وليس مزيفا ظاهره الرحمة وداخله العذاب، أدى إلى وصولها لهذه المكانة المرموقة ونالت بذلك احترام المجتمع الدولي لربما بأسره وكانت محل ثقة واعجاب!. ولا ننسى جهود ولي الأمر حفظه الله ربان هذه السفينة التي دائما ما يرسو بها في موانئ الخير والسلام والمحبة حتى في أصعب الظروف والرياح العاتية. والسلام ختام يا نسل الكرام.