02 نوفمبر 2025
تسجيليعتبر موسم الحج السنوي مفيدا للاقتصاد السعودي، وربما أكثر في بيئة الأسعار المنخفضة للنفط كما عليه الحال في الوقت الحاضر. كما يشكل اقتصاد الديار المقدسة جزءا محوريا من الرؤية 2030 والتي تم الكشف عنها خلال 2016. تتضمن الرؤية أفكارا لتعزيز أعداد الزوار بنحو ثلاثة أضعفا لأداء العمرة مع انتهاء أعمال التوسعة والبنية التحتية في محيط الحرم المكي. إضافة إلى ذلك، تتربح بعض اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي من المواطنين السعوديين القادمين خلال موسم الحج، بالنظر للعطلة المطولة التي يتم منحها في المملكة. على سبيل المثال، يستفيد اقتصاد دبي من حركة السفر والزوار والطلب على خدمات قطاع الضيافة. كذلك، يستفيد الاقتصاد البحريني من الزوار القادمين عبر جسر الملك فهد والذي يربط البلدين الجارين. وفي هذا الصدد، لا بأس من الإشارة إلى ما جاء في دراسة حديثة ساهمت فيها عدة أطراف دولية حول النفقات في الخارج. وتبين بأن رعايا السعودية هم الأكثر إنفاقا على مستوى العالم العربي من خلال صرف أكثر من 25 مليار دولار في غضون سنة. عودة لموضوع الحج، تستفيد أربع مدن واقعة في غرب البلاد وهي مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والطائف بشكل مباشر ونوعي من موسم الحج، فضلا عن العمرة على مدار السنة. بل يعد الملك عبد العزيز في جدة محطة الوصول الرئيسية للحجاج وبوابة الوصول إلى مكة.يعد موسم الحج السنوي بمثابة فرصة للشركات السعودية لإطلاق المنتجات الاستهلاكية الجديدة بالنظر للطلب على السلع والمنتجات والخدمات. ويمكن الزعم بأن تلك الشركات غير القادرة على التربح خلال فترة الحج عليها أن تلوم نفسها وطريقة عملها بالنظر لمستوى الطلب. يعتقد بأن كل سلعة تقريبا قابلة للبيع والشراء في الديار المقدسة وتشمل هذه الألعاب وأجهزة إلكترونية والملابس القادمة من عديد من الدول الإسلامية. كما أن بعض أصحاب المتاجر يجيدون كيفية التعامل مع عديد من اللغات أو على أقل ما هو ضروري لتيسير المعاملات التجارية.وتبين أن بعض الحجاج من دول إفريقية وشرق آسيا يستفيدون من موسم الحج بجلب سلع وبيعها بأسعار خاصة للحجاج الآخرين. وربما تكون عملية البيع هي الوسيلة الوحيدة لبعض الحجاج غير الميسرة أحوالهم لتغطية نفقات الحج أو تحقيق بعض المكاسب.وتجلى أن موسم الحج يوفر فرص العمل لعدد من المواطنين السعوديين. الآلاف من السعوديين، بينهم الشباب يمارسون التجارة مثل بيع المواد الغذائية والسبح. ويقوم البعض الآخر من المواطنين والمقيمين باستخدام المركبات الخاصة لنقل الحجاج. كما يقوم بعض أرباب المنازل في مكة المكرمة بتأجير بيوتهم على مقاولي الحج ومغادرة المدينة المقدسة أثناء الموسم. بعض ملاك العقارات في مكة على الخصوص يعتمدون على دخل موسم الحج لتغطية بعض المصروفات.بعض هذه الأنشطة لا ترصد بشكل دقيق في ظل غياب نظام ضريبي متكامل لكن يتوقع أن تتحسن إمكانية التسجيل مع تطبيق مشروع ضريبة القيمة المضافة لاحقا. وفقا للإحصاءات الرسمية، يقف مستوى البطالة عند حد 11.6 بالمائة وهي نسبة مرتفعة وفقا لمعايير مجلس التعاون الخليجي.حقيقة القول، تتميز السلطات السعودية بممارسة الشفافية فيما يخص نشر الأرقام وحتى وإن كانت سلبية وهي خطوة جديرة وصائبة.من جهة أخرى، يقوم بعض الزوار الميسرة أحوالهم وخصوصا القادمين من الدول الغربية بجولات في بعض الأماكن الأخرى في المملكة المترامية الأطراف، بما في ذلك المناطق الصناعية والسياحية. باختصار، هناك جملة فوائد اقتصادية وتجارية متبادلة خلال موسم الحج.