15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صاحب السمو أمير قطر يحط رحاله بالفاشر بيد شقيقه الرئيس السوداني عمر البشير.. تنفرج أسارير الحاضرة الرمز، ويفتر ثغرها وتتهلل ملامحها لزائرٍ استثنائي كريمٍ من بلدٍ عربي أبيّ كريمٍ على أهل السودان.. الفاشر.. سلامٌ عليك.. أي اسمٍ؟.. أي مسمى؟ أي وقعٍ بل أي واقعٍ جديدٍ يمسح أحزان سنواتٍ خلت!.. واقعٌ كان لسمو أمير قطر قدحه المعلى جهدًا خالصًا لتستعيد المدينة سيرتها الأولى الناصعة الفاعلة وتسهم كما كانت دائمًا في مسيرة الأمة السودانية.الفاشر.. اسم له الوقع والتأريخ وأبهة السلاطين وسرادق الصولة والدولة والفعل الصواب. والفاشر ما سقطت سهوًا من ذاكرة أهل السودان كحاضرةٍ رمز على رغم ما غشيتها من غواشي النزاع. وللفاشر وقعٌ تتلمظه لهات أهل السودان في فخارٍ وأنفة لاسيَّما عندما ينطق الاسم بمفرداتها الأربع (فاشر السلطان أبا زكريا).. وقيل في معنى الفاشر إنه (مجلس السلطان) ولقد ظلت الحاضرة مجلسا للسلاطين الذين أرسوا دعائم العدل ودافعوا عن الأرض والعرض والقيم.يحط الوفد الميمون رحله والوجوه المستبشرة تعبر عن امتنان عميق لقطر الشقيق العربي الذي دفع مهر الاختراق الكبير للأزمة صبرًا وتجردًا ومثابرةً وخلوصًا في النوايا وبذلًا معافى من الغرض والعرض والمرض حتى نزع الفتيل.. إذن هو أمير قطر تلك الدولة التي ما انفكت تمارس كلفها بالفعال الخالدات والجرأة العلمية والمثابرة والخيرية والغيرية، يحط رحله ليشهد بأم عينيه ثمار جهده الخالص واقعًا على الأرض.وفي غضون المشهدية التي تمسك بتلابيب الانتباه سيذكر العالم أن صاحب السمو أمير قطر هبط الفاشر ليعلن منها شقيقه الرئيس البشير إسدال الستار على حقبةٍ حرفت دارفور عن مسارها ومدارها كبقعةٍ لها كلمتها في نهضة السودان، ومن ثم فتح الصفحة المرجوة لسلامٍ يتنزل خيرًا على دارفور بشرًا وشجرًا ومدرًا وعلى السودان، وعلى أمته العربية.المفارقة الأولى تكمن في أن تعلن صفحة السلام من ذات الحاضرة التي عاصرت بداية أعمال العنف في دارفور العام 2002.. وكأنما قدر الله أن يكون مجلس السلطان هو سرادق الحفل لطي صفحة العنف.المفارقة الثانية أن الوفد الكريم ضم رئيس تشاد الشقيقة إدريس دبي، ومعلوم دور قطر في المصالحة بين الشقيقين السودان وتشاد والتي أحالت الروابط التأريخية بين الدولتين لنموذج من الاستقرار والتطور نحو الأفضل لمصلحة شعب البلدين.. غني عن القول إن استدامة وتعزيز الأواصر بين السودان وتشاد تمثل عاملًا متقدمًا لاستقرار الأوضاع ومن ثم تكريس التنمية في كلٍ من تشاد ودارفور وتلك نظرةٌ إستراتيجيةٌ متقدمةٌ للنهضة والتنمية المستدامة التي تتأسس على السلام الإقليمي.المفارقة الثالثة أن زيارة سمو أمير قطر للفاشر خاصةً ودارفور عامةً تجيء لتحدث العالم عن نسقٍ مخالفٍ لما مشت به وسائل الإعلام المغروضة والمنظمات المشبوهة وهي تبالغ فتبلغ تخوم الخيال في توصيف الأزمة.. ويصح أنه من دواعي الفأل الحسن أن يقف سمو أمير قطر شاهدًا على ما بلغه السلام في الإقليم تصديقًا لما أكده سموه قبل ما يقارب العامين ونصف العام خلال مارس من العام 2014 في قمة الكويت وهو يثني على التزام الحكومة السودانية بإنفاذ اتفاقية الدوحة ويبشر بقرب السلام في دارفور.أما المفارقة الجديرة بالانتباه حقًا فهي تتمثل في ظاهرة زيارات القادة العرب لحواضر البلدان العربية من غير العواصم، لاسيَّما الحواضر المأزومة أو المحتفية بحدث حتى وإن كان محليًا، وما تخلفه تلك الزيارات من تأثيراتٍ وأواصر وجدانيةٍ على القادة والشعوب، تضاف كرصيدٍ للقناعات العقلية بوحدة المصير.تلك هي فاشر السلطان أبا زكريا تحدث العالم أنها قررت استبدال صناديق الذخيرة بكتب الأطفال وعدة تنمية الزرع والضرع، وبأن صناعة السلام وإعادة الاستقرار لدارفور مثلت جهدًا عربيًا خالصًا بمعزلٍ عن دعاة الحريق أمثال الممثل جورج كلوني والكاتب المتطرف الكاره للسودان برندرغاست، والمنظمات المشبوهة ذات الأجندة المبطنة من أمثال (كفاية) و(تحالف إنقاذ دارفور).. سلامٌ ظل مطلبًا لأهل دارفور ولأهل السودان قاطبة ومطمعًا لكل عربي وللشعوب المحبة للسلام.. سلامٌ عينته وعنته جيدًا دولة قطر ورعاه سمو أمير قطر حتى بلغ منتهاه.. سلامٌ على سمو أمير قطر وقد شهد ثمار ما قدم.. شكرًا سمو الأمير.. شكرًا لأهل قطر ودمتم ظهيرًا بالحق لأمتكم.