17 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. رمز دبلوماسية الوساطة

11 سبتمبر 2014

تؤكد قطر يوماً بعد آخر، بسياستها المتوازنة، ريادتها لفض المنازعات وحل الخلافات الإقليمية والدولية، حتى أصبحت قبلة لكل المظلومين من أنحاء العالم، وتعدد قاصدوها طلبا للوساطة في حل النزاعات، أوالإفراج عن رهائن ومختطفين مدنيين أوعسكريين. لقد أكتسبت قطر بسياستها الخارجية سمعة دولية وثقلا إقليمياً، مكّناها من لعب دور الوسيط العادل الذي لا يميل إلى أي طرف في أي نزاع أو قضية إقليمية أو دولية، فتقاطرت عليها الوفود في قضايا متعددة، بدءاً من القضية اللبنانية وقضية دارفور وجنوب السودان، وانتهاء بأزمة الأمة في غزة والرهائن والمختطفين، ، وبذلت جهوداً مضنية في دحر عدوان الاحتلال الصهيوني الاخير على غزة، وتوسطت في الإفراج عن رهينة أمريكي، ودخلت على خط التفاوض مع مجموعات مسلحة تختطف عسكريين لبنانيين، ومازالت تواصل جهودها في حل القضايا الأخرى.لقد اعتمدت قطر ، سياسة عامة تستهدف إحلال العدل والسلام عبر تسوية المنازعات الدولية بطريقة سلمية، وفتحت ذراعيها لاستقبال الوفود بشكل دائم، ودفعت كافة الأطراف إلى الجلوس على مائدة المفاوضات باعتبار الحوار هو الطريقة المثلى للوصول إلى الاهداف المرجوة في أي قضية مهما بدت عسيرة على الحل. وفي هذا الإطار لم يكن الطلب الذي تلقته قطر أمس من حكومة جمهورية فيجي للتوسط في الإفراج عن الجنود الفيجيين العاملين ضمن قوات حفظ السلام والمحتجزين في سوريا، غريباً في ظل النجاحات العديدة التي حققتها قطر في هذا الجانب، حيث سبق لها ان قادت وساطات ناجحة مثل إسهامها في اطلاق سراح الجنود الفلبينيين ضمن قوات حفظ السلام في الجولان، وكذلك إطلاق سراح رهائن ايرانيين وآخرين لبنانيين في سوريا، ورهائن أمريكيين في سوريا وأفغانستان وغيرها. كل هذا لم يكن ليحدث لولا السياسة الخارجية الحكيمة، التي تنتهجها الدولة تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهي السياسة التي جعلت لقطر ثقلاً ووزناً اقليمياً بارزا في المساهمة في الأمن والسلم الدوليين.