17 سبتمبر 2025

تسجيل

تأشيرة شنغل

11 سبتمبر 2012

أكتب هذه المقالة وأنا ما أزال في ألمانيا أتجول في شوارع إحدى المدن المشهورة بعلاج إصابات العظام، ووجود الكثير من أبناء الخليج، إما طلباً للعلاج أو من أجل الراحة والاستجمام، وترى الناس هنا يتبعون نظاماً فريداً في التقيد بالقوانين المختلفة، مما انعكس إيجاباً على مختلف معاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، ويتمنى المرء مثيلاً له في عالمنا العربي.. والذي هو من ضمن الأسباب التي جعلتهم متقدمين في مختلف المجالات.. فترى الشوارع بالرغم من اتساعها المتواضع تسير فيها جنباً إلى جنب السيارات والدراجات والتَرام شبيه القطار والباصات، كلُّ يسير في الطريق المخصص له متقيداً بدقة بالخطوط الأرضية ضامناً عدم تجاوز الآخر له أو دخول أحد داخل الخطوط المخصصة له دون حوادث!!!! ودون رؤية سيارات وسائقين كالذين عندنا يتجاوزون من اليمن واليسار كلهم تهور ورعونة أو شبه أطفال يقودون سيارات لا يكاد يراهم المرء خلف المقود، أو ورجال مرور يسجلون مختلف المخالفات أو رادارات ثابتة أكثر من عدد العصافير على الأشجار، أو مخبأة خلف السواتر المختلفة بمختلف المسميات لكبح جماح المتهورين؟؟!! إنه "القانون" يا سادة يا كرام الذي يضبط التصرفات المختلفة، ويجعلها أكثر تحضراً ورُقياً ووعياً وحساً وطنياً وليس الشعارات.. حتى العرب الذين تشاهدهم هناك تجد الكثير منهم يتقيد بمختلف القوانين، والتي يضربون بها عرض كل حائط، في أوطانهم، فهناك يضعون المخلفات المختلفة في الأماكن المخصصة لذلك، والتي نراهم في بلادهم يلقون بها في الطرق العامة، أو من خلال نوافذ السيارات، وفي الأماكن التي يقف فيها الناس، بالدور مستحيل أن تجد من يتطفل عليك ويأتي من الخلف لكي يقف أمامك.. كذلك من الملاحظ أن الشوارع مصممة ومُهيأة مسبقاً لامتصاص أي ازدحام مروري، فلا تجد الاختناقات في ساعات الذروة إلا في ما ندر، وهي الظاهرة التي أصبحت صفة ملازمة لشوارعنا، برغم اتساعها ووجود الجسور المختلفة، التي في بعض الأماكن، تشك في أن من صممها لديه أي شهادة علمية أو أي خبرة عملية في ذلك، كجسر دحيل والجوازات والطرق الفرعية، كما تشك أن تكون الرؤية المستقبلية كانت موجودة لدى من نفذها؟؟!! ومازلنا إلى حد الآن نسير في نفس الطريق والأخطاء، برغم توافر مختلف عوامل النجاح وعلى رأسها الميزانيات المرصودة الكبيرة جداً، فالمسؤولون هنا في الغرب يعملون بصمت، والمقياس الذي يقاسون به هو الإنجاز أو ما تراه على أرض الواقع، ويشيد به الناس ولا تجد من يمجدهم ويُلمِّع وجوههم المهنية، عبر وسائل الإعلام لأن النفاق وعدم قول الحقيقة هو من ضيَّع العالم العربي، والمجاملات والمحسوبية والمشروع لفلان أو علان هو الطامة الكبرى؟؟ وأنا أتحدى أن تجد مقالة في صحيفة أو خبر هناك يتكلم عما قام به الوزير أو المدير، فهذا من صميم عمله عندهم ويتقاضى عليه أجراً وليس مِنَة منه أو تفضلاً على أحد، فسياسة تلميع وجوه المسؤولين لا توجد إلا في عالمنا، فأغلب تعاملاته مبنية على الكذب والخداع وعدم صون الأمانة.. وبرغم أننا ندين بالإسلام الذي ينادي بمثل هذه المبادئ واحترام القوانين، وخاصة التي تنظم حياة الناس.. وصدقوني أتمنى لو كانوا يدينون بالإسلام ويلتزمون بالجانب الأخلاقي ويتركون العلاقات البهيمية التي يمارسونها أمام الناس دون حياء.. فالحسد والبغضاء يكاد يكون عندهم معدوماً وهو إحدى صفاتنا المعروفة، ولديهم الطبيعة الخلابة والهواء العليل والظل الظليل، ومتقدمين في مختلف المجالات فماذا سوف يكون حالنا؟؟ وللكلام بقية والسلام ختام يا سادة يا كرام.