29 أكتوبر 2025
تسجيلهناك الكثير من الأحاديث الجانبية التي تقف محتفظة بدورها طوال الأسبوع، ومتحفظة على ما تحتويه من أسرار كتمتها بين طيات قلبها، حتى تجد لها مساحة تليق بها بشكل يسمح لها بأن تتألق دون غيرها لتخرج من بعد ذلك دون إن يُرعبها الخوف من حرج الزحام، الذي يجعلها تخرج على عجالة فتكشف عن كل ما تملكه في لحظات تخطفها السرعة وبسرعة شديدة، دون أن نتمكن من التركيز عليها؛ لمعرفة ما تميزت به، فينتهي بنا الأمر ونحن نكاد بالكاد نميزها وندركها؛ لنكتشف أننا ودون وعي منا نحرص على أن نسمح لها بأن تظل جانبية فلا نتطرق إليها ونطرق بابها، حتى يحين وقتها، ووقت التركيز عليها بحيث تنفرد وتأخذ مساحتها منا دون أن يشاركها أي أمر آخر، لربما لن يسمح لها بأن تحقق ذلك إن وقعت وسط زحام الأفكار، ولعله ما يبرر وقوفنا أمام بعض الأخبار التي سبق وإن أفرزتها بعض الأحاديث الجانبية التي تجمع الكثير في جعبتها؛ لنفكر هل سبق لنا وأن مررنا على هذا الخبر أم لا؟ بآخر لقاء جمعني بكم أيها الأحبة كنت قد حدثتكم فيه عن الكثير، ولكن كان التركيز في ختام اللقاء على (بيت عامر)، والحقيقة أن ما توقعته قد حدث فعلاً، حيث إن السؤال الذي أدركت وفي أعماقي بأنه سيصلني منكم قد وصل فعلاً، وسألني الكثير عن أصل الموضوع، وسر (بيت عامر)، وبصراحة يُسعدني بأن نتطرق إلى هذا الموضوع اليوم إضافة إلى موضوع الأحاديث الجانبية فإليكم: 1 - (بيت عامر) في الأصل قصة مسلسل عُرض على قناة الــ mbc وسلط الضوء على موضوع جوهري، لا يمكن بأن نغفله مهما تراكمت علينا مهام الحياة والتزاماتها؛ لأنه يمس أساس الحياة التي نعيشها بكل ما فيها، والحديث هنا عن (الوالدين)، وضرورة رد الجميل (الجميل)، الذي يبدأ معنا منذ الصغر، ويستمر حتى نبلغ من العمر ما نبلغ دون أن يتوقف عنا هذا الحب الذي يتمادى عليهما؛ ليمتد إلينا رغم أنف الظروف، وكل ذلك كي؛ تأتي النهاية سعيدة، كما هو المأمول والمرجو من قصة هذا (العطاء)، الذي لابد وأن يقابله ما يوازيه وإن لم يكن يوماً. إن ديننا الإسلامي الحنيف لم يغفل ولمرة مسألة الحقوق والواجبات، فكيف وإن كان واجبنا هو حق أقرب الناس إلينا؟ ألن نبادر به دون أن تلتهمنا الالتزامات أو المهام؟ لاشك سنفعل، خاصة حين تعظم قوة الضمير، الذي لابد وأن نغذيه بين الحين والآخر بما يُذكرنا به؛ كي نعطي أكثر، ويصبح بيتنا وكل بيت عامر بمثل هذا الحب بإذن الله. 2 - (صاحب الأقدام الصغيرة) وهو الطفل الذي يجوب البيت مُحدثاً أصواتاً وإن بدت مزعجة إلا أنها تكون بالنسبة لمن يحبها ويُحب هذا الصغير كمقطوعة موسيقية تُبهج القلب، تبدأ بصوت وقع أقدامه الصغيرة وهي تجري هنا وهناك باحثة عن أول قُبلة يطبعها على جبين من يحب، مروراً بصوت لا يشتاق إليه سوى من يحبه فعلاً، ومما لا شك فيه أن كل صغير يكبر، وصاحب الأقدام الصغيرة سيتوجه بخطواته نحو أول طريق العلم؛ ليغادر البيت بعد أن اعتاد من فيه على وقع أقدامه الصغيرة وهي تجوب زواياه، وهو تماماً ما عشناه هذا العام ولأول مرة مع ابن أخي (مبارك)، الذي توجه بخطواته الصغيرة نحو (عالم العلوم المفيدة)، وهي الخطوات التي نسأل الله له ولكل من كُتبت له كل التوفيق من حيث التحصيل، ومن حيث الآلية التي ستحقق له ذلك، ومن قبل كل شيء المعلم الذي نأمل بأن يقدم كل ما يملكه وبكل حب، مع مراعاة أن كل طفل هو طفله الذي لابد وأن يحرص عليه تماماً كما هو حرصه على فلذة كبده وذلك؛ كي نتجنب تلك المشاكل التي تبدأ صغيرة جداً، وسرعان ما تتفاقم؛ لتصبح قضية تستدر العطف دون أن تجد منه سوى القليل، وللبقاء بعيداً عن تلك المساحة يكفينا أن نبدأ بداية جيدة وسليمة تقينا شر كل ذلك، وتنطلق من هنا وبهذه الكلمات (كل عام دراسي وكل أبنائنا بخير). 3 - (البدايات الجديدة من أين تكون؟) إن كل خطوة نقبل عليها ستتبعها خطوة، ولربما سبقتها خطوة أخرى، وهو ما لا يهم بقدر ما يهمنا من الأمر كله بأن ندرك حقيقة واحدة، وهي أن الخطوة التي نسعى إليها؛ لتحقيق كل ما نريده هي البداية الجديدة التي تستحق منا بذل كل جهودنا من أجلها، ولو شعرنا بذلك فعلاً، وتملكتنا القناعة من أن ما نفعله هو الدخول على الجديد وإن كان ما سبق لنا وأن قمنا به يوماً، لكان لنا الشوق الذي نشعر به دوماً حين نختبر جديداً وبكل حب دون أن نفكر بشيء آخر سوى كيفية الوصول إليه. لاشك أن كل واحد منا يعيش لحظاته التي ولربما يعتريها الملل، فيشعر بذبول رغبته للمواصلة، ويمتنع مع مرور الوقت حتى يترك كل ما كان ينجزه؛ لينجزه غيره متى وُجد، مما يعني أن المهام ستضطرب وستسير بخطوات مبعثرة نحو مسار لا يعرف للنظام أي شكل، حتى يجد من أمامه ما يوقفه ويمنعه عن ذلك، وهو ما سيكون حين نعيش قصة الحب تلك التي تجعلنا نُغرم بكل الأشياء التي نقوم بها في حياتنا؛ لنفعلها وكأنها جديدة علينا وبحاجة لأن نكتشفها وندركها وكأننا لم نفعل من قبل، والحق أننا بحاجة لفعل ذلك فعلاً؛ لذا فلتكن البداية من هنا، وليحب كل واحد منا عمله مهما كان حجمه؛ ليقدم أفضل ما لديه.