24 سبتمبر 2025
تسجيلمع انطلاق اجتماعات الترويكا حول أفغانستان في الدوحة أمس يتجدد الأمل بأن تجد الأطراف الأفغانية بدعم من المجتمع الدولي، طريقا للاستقرار ينهي سنوات من نزف الدم والحرب. الترويكا الموسعة التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان والأطراف الأفغانية المعنية يحدوها الأمل في حشد الدعم والتوافق الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، حيث يشكل الاجتماع مرحلة مهمة في إطار الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان. غير أن التطورات الميدانية على الساحة الأفغانية واستهداف كل طرف للآخر بالعمليات القتالية أدى إلى تزايد معدلات النزوح للشعب الأفغاني، نتيجة التوتر وعدم الاستقرار مما زاد إحباط المواطن الأفغاني جراء هذا العنف الذي يشكل تهديدا لمسيرة السلام وللحلول السلمية رغم اقتناع كافة الأطراف بأن الحرب لن تحقق الاستقرار ولن ينتصر فيها أحد. لقد باتت الدولة الأفغانية في وضع أمني مأساوي يهدد مستقبل وجودها بالكامل، إذا ما استمرت الأحداث في تصاعدها على هذا النحو وما تحتاجه أفغانستان في هذه المرحلة هو قناعة الأطراف بأهمية الحوار الوطني وإعلاء قيمة الإنسان الأفغاني أيا كانت توجهاته، وتجنيبه ويلات الحرب إذا كانت تقصد بحق مستقبل هذا الوطن الجريح منذ عقود، وأن تكون هناك أرضية للحوار، تنطلق من مبدأ الحرص على مصلحة المواطن الذي انهكته الحروب، وعانى نتيجة غياب الاستقرار والتدخلات الأجنبية التي كان آخر همها مصلحة المواطن الأفغاني. إن على الأطراف الأفغانية اليوم استثمار الدعم الدولي الذي توفره مفاوضات الدوحة لإحراز تقدم في المفاوضات والتمسك بالتسوية السياسية، لأن عدم استثمار أجواء الاهتمام الدولي بالشعب الأفغاني سيكلف هذا الشعب المزيد من الدماء وتراجع التنمية وتزايد معدلات الفقر نتيجة عدم الاستقرار.