20 سبتمبر 2025

تسجيل

قوة قطر في الأزمة

11 أغسطس 2017

أثبتت الأزمة الخليجية أن قطر قادرة على مواجهة الظروف والتحديات بمختلف المجالات. فقد كشفت الأسابيع القليلة الفائتة عن قوة حقيقية تمتلكها الدوحة مكنتها من مواجهة الحصار بثبات وفاعلية. تلك القوة الناعمة دفعت القاصي والداني للاعتراف بنجاح قطر في التعامل مع سيناريوهات وتداعيات الأحداث على أكمل وجه. هذه الشهادة سجلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بقولها "إن قطر واجهت أعتى موجة تصعيد ضدها، واستطاعت تحويلها من الدفاع إلى الهجوم بفعل الحكمة والصبر والتعامل برقي وذكاء". فعلى المستوى السياسي، اتخذت الدوحة من الأزمة أداة لتوسيع تحالفاتها الإقليمية والدولية بعيدا عن التقيد السابق بالتحالفات التقليدية، بما يعيد تشكيل تحالفات المنطقة وتوازناتها لأمد طويل، كما أن دبلوماسيتها النشطة استطاعت ربط العالم الخارجي بالأزمة وتأثيراتها على المصالح الاقليمية والدولية. علاوة على تقوية الروابط مع الأطراف الدولية الفاعلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تمكنت قطر من تقوية أدواتها عبر خلق فضاءات اقتصادية وتجارية جديدة استطاعت من خلالها مواجهة الحصار، ورسم نهج اقتصادي يعتمد على تنمية وبناء القدرات الذاتية، وتوسيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، والانفتاح على العالم بدرجة أوسع. والجانب الأكثر أهمية هو ظهور روح التضامن والتلاحم بين القيادة الرشيدة، والشعب القطري الذي جيش قدراته وإمكاناته لمواجهة تداعيات الحصار. وكان هذا التضامن واضحا أيضا عند المقيمين على أرض قطر لما يجدونه من حسن معاملة، بما دفع وسائل الإعلام العالمية للحديث عن تلك المشاهد التضامنية التي أبهرت العالم.