قطر والولايات المتحدة.. شراكة استراتيجية

لا شك أن العلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة متينة ذات أسس قوية تنبع من الثقة المتبادلة، بما يخدم مصالح الطرفين والشعبين، ويفتح آفاقا جديدة تجعل منها شراكة إستراتيجية، على مختلف المستويات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والثقافية والبيئية ذات الاهتمام الثنائي والإقليمي والعالمي، ومع ذلك فإنها لا تعني أبدا التماهي في المواقف أو التبعية. وقد بلغت العلاقات القطرية الأمريكية محطة متقدمة لسلوكها المسار الصحيح القائم على الاحترام المتبادل ومراعاة الخصوصيات، مع التفهم للأولويات ووضع أسس هذه العلاقات بصورة تضمن استمراريتها وتناميها، كما صرح بذلك سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أخذت العلاقات منحى تصاعديا تجسّد في العديد من الاتفاقيات الثنائية المتنوعة، وكان من أبرزها اتفاقية التجارة والاستثمار، والاستثمار في التعليم الجامعي. واحتل كذلك التعاون الأمني بين البلدين مكانة مرقومة؛ لما تلعبه الدوحة ودبلوماسيتها الناجحة من دور بارز في حل النزاعات وإخلاء سبيل الرهائن ومحاولات التوفيق والمساعدة في صياغة المخارج السياسية للأزمات. ومع كل ذلك فإن قطر حريصة دائما على استقلال قرارها النابع من مبادئها وقيمها الراسخة، إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية، دون تبعية أو إملاء من أية قوة خارجية، وقد برز ذلك في مواقف قطر المتعددة من القضايا العربية والدولية، من فلسطين إلى الربيع العربي وأخيرا محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.