11 سبتمبر 2025

تسجيل

"أن تعود إلى الوراء لا يعني أن تظل هناك..."

11 أغسطس 2015

حياتنا جملة من اللحظات التي تتميز كل واحدة منها بموقف نعيشه ويختبر ما نتمتع به، فنُخرِج كل ما نمتلكه من خبرات وتجارب في سبيل مواجهته على خير وجه؛ لينتهي بنا الأمر من بعد تلك الرواية الطويلة (متعددة الفصول) وقد اختزلنا كل شيء في صفة واحدة يمكن بأن ننسبها للموقف، حتى وإن عادت بنا الذكريات لبضع خطوات إلى الوراء لمحنا في صفحة الماضي تلك الصفة واستعادت النفس ما كان حين كان حتى نتمكن من إعادة ترتيب الأوراق من جديد، ومراقبة كل شيء ولكن من بعيد ودون أن نتمكن من التقرب من الأحداث رغم أننا قد كنا أبطالها ذات يوم، والجميل أن رؤيتنا للأمور ستتغير، وسنتمكن من إعطاء كل شيء حقه كما يجب ولدرجة أننا سنندهش من تفاعلنا مع الحدث في حينه، وسنرغب وبشدة في معايشة الموقف من جديد؛ كي نتمكن من تصحيح الأمور كما يجب. ولكن وكما ذكرت آنفاً فإن كل ما نملكه ونستطيع فعله هو متابعة ما قد كان ومن مكان بعيد جداً يسمح لنا بأن نرى دون أن نتدخل وبأي شكل من الأشكال، والحق أن لا شيء يُعيب هذا الأمر، فالحكمة في أن نراقب ما قد كان ونراجعه؛ كي نخرج بفائدة جديدة في كل مرة نعود فيها بضع خطوات إلى الوراء لا تُطالبنا بأن نظل حيث هي، ولكنها تفعل ما تفعله؛ كي نخرج بالفائدة المرجوة التي ستساهم بإحداث التغييرات اللازمة في النفوس فتدرك ما يجدر بها فعله في الوقت المناسب. حين يتعلق الأمر بالمواقف المُختزلة، فلاشك أننا نتحدث عن صفحات وصفحات عديدة قد مضت رغم كل الظروف التي هددت بغير ذلك، ولكنها وفي نهاية المطاف قد مضت؛ لتسمح لنا أيضاً بالمضي قدماً ومتابعة حياتنا دون التوقف عند مرحلة من مراحلها والاستسلام لها وكأنها نهاية الدنيا، التي سنصدق بأنها لن تسمح لنا بأن نعيش كما يجب، في حين أنها ليست سوى تجربة سنخرج منها بما نستحقه، فإن كان خيراً كان لنا وإن كان غير ذلك فهو ما كنا نسعى إليه وعلينا تحمله بما أن حق اختيار ما سيكون قد وقع على عاتقنا ووعدنا بتحمله منذ البداية، التي كان من الممكن بأن نُركز عليها كما يجب، وحين نقول كما يجب فلابد وأن ندرك كيفية فعل ذلك. كي نأتي بالكيفية المرجوة فلابد وأن ندرك أن كل ما نقوم به سنحصد ثماره الحقيقية حتى وإن كان ذلك بعد حين؛ لذا يتوجب علينا التفكير وبقدر كافٍ بكل ما يحدث لنا ومعنا منذ البداية حتى تكون ردود أفعالنا صائبة غير طائشة، فلا نُقدم على ما يُرضينا في ذات اللحظة ولكنه سيضرنا فيما بعد وفي مراحل لاحقة، بل نُحلق بعيداً عن الموقف وكأنه لا يمت لنا بصلة؛ لنراقبه من مرتبة أعلى منا على أنه يحدث مع آخرين يحتاجون لمساعدتنا، التي تحتاج إلى حكمة كافية تسمح لنا بإدارة الموقف كما يجب، ومن ثم العودة إلى أرض الواقع حيث الواقع، الذي سنتعامل معه بالشكل المناسب، الذي سيُقلل من حجم الخسارة، وسيزيد من حجم الأرباح، التي ستتغير معها حياتنا وإن تحقق ذلك بعد حين لاشك سيحين موعده ذات يوم، وتحديداً حين نصبح ومع مرور الوقت أكثر دراية بمسائل إدارة المواقف حين تكون، وندرك بأنها تتطلب منا معالجة صحيحة خالية من الشوائب، متى كانت لنا كان لنا كل الخير الذي نسعى إليه ونستحقه فعلاً. من القلب وإليه يحسب البعض أن مرور الأيام خسارة كبيرة على أساس أن ما يذهب لا ولن يعود، والحق أن الحق الذي يتوجب عليك التمسك به هو مخالفة ما قد سبق وإدراك التالي: كل يوم سيمضي من عمرك ستربح فيه مساحة أكبر من النضج، الذي تحتاج إليه؛ كي تُقيم الأمور كما يجب، وهو ما سيكون لك من خلال عدم استعجالك بعملية اتخاذ القرارات، ورؤية الأمور من زاوية واحدة فقط لن تسمح لك باستيعاب الموقف وبشكل سليم، ولكنها ستمدك بمخرجات غير ناضجة وذات منفعة محدودة الأجل، لن تعيش معك إلا للحظات معدودة ستتمكن من مضاعفتها فقط إن أخذت بما سبق والتزمت به فعلاً، وحتى تفعل فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي (اللهم آمين). ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]