قطر وأمريكا..شراكة وتوافق في الرؤى

جاءت لقاءات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمس في واشنطن، مع مختلف المسؤولين الأمريكيين لتؤكد حرص القيادة القطرية على التواصل مع كافة الجهات والمؤسسات التنفيذية والتشريعية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فقد عقد صاحب السمو مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومدير المخابرات، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى أعضاء في الكونجرس، وغيرهم من الوزراء وكبار المسؤولين ، تلك اللقاءات المتنوعة دليل واضح على عمق العلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية ، وهو الأمر الذي كان محل إشادة من كافة المسؤولين من جانب، والإعلام الأمريكي من جانب آخر. وتجيء زيارة صاحب السمو في وقت بالغ الأهمية نظرا لما تمر به المنطقة من أزمات وتوترات، سواء حصار قطر وتصاعد الأزمة الخليجية، أو حدوث توتر إقليمي آخر بشأن مجريات الأحداث المتعلقة بإيران وتصاعد حدة التصريحات بين طهران وواشنطن. كما تجيء الزيارة في إطار الرغبة المشتركة من الجانبين القطري والأمريكي لتعميق العلاقات الثنائية في شتى المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية والدفاعية والتعليمية والثقافية. لقد كشفت مباحثات حضرة صاحب السمو والرئيس الأمريكي، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية والكونجرس عن قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والاهتمام بدور قطر الإقليمي ، وهو ما ترجمته حفاوة الاستقبال لصاحب السمو، واللقاءات على أعلى المستويات في البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية والكونجرس وغيرها من المؤسسات. كما بعث ذلك بالعديد من الرسائل حول نموذج فريد للعلاقات القوية بين الدوحة وواشنطن وصلت إلى مراحل التحالف الاستراتيجي القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتوافق الرؤى حيال الأزمات التي يعاني منها الشرق الأوسط حيث كانت قضاياه حاضرة في المحادثات القطرية الأمريكية . بهذه الزيارة تنطلق العلاقات القطرية - الأمريكية إلى مستويات جديدة خاصة بعد الاستثمارات والاتفاقيات الضخمة بين البلدين، ما يجعل الشراكة بينهما أقوى الشراكات في المنطقة وفي العالم .