26 أكتوبر 2025

تسجيل

النهايات الجميلة تحتاج إلى بدايات جميلة أيضاً

11 يوليو 2015

لكل شيء بداية متى تمتعت بالجمال قُدر لها بأن تكون كذلك، ومتى تحقق هذا الأخير جاءت النهاية جميلة تُثير البهجة وتُشعل أضواء الفرح في كل مكان، والحق أننا وحين نقف على هذه الكلمات نجد أنها تعتمد على شرط توافر الجمال؛ كي تكون فعلاً، ويبقى السؤال عن أي جمال هذا الذي نتحدث عنه، ويمكن بأن نفوز به مع كل عمل نُقدم عليه؛ لنخرج بكل ذلك؟أيها الأحبة: إن ما نتحدث عنه هو اجتماع وضوح الفكرة، سطوع الهدف، وتألق الجهود في قالب واحد سينسكب منه الجمال الحقيقي، الذي نبحث عنه مع كل بداية نُقدم عليها، فإن كانت لنا فعلاً لضمن كل واحد منا تلك النهاية الجميلة التي يحلم بها، دون أن تكون مخيبة لكل آماله، ودون أن يبلغها ولا يجد من يستقبلها لدى وصوله سواها الحسرات، التي لن تتبجح بظهورها إلا إن شعرت بتخاذل الهمم، وتقاعس الإرادة الحقيقية، وظهور المرء منا على ظهر موجة من التردد، ستأخذه بعيداً نحو المكان، الذي لن يقبل به لنفسه متى وصل، وأدرك فيه الحقيقة المُرة التي كان؛ ليتجاوزها متى بدأ عمله كما يجب، وببداية جميلة تتوافر فيها كل الشروط السابق ذكرها، ولكنه ولجملة من الأسباب التي تخجل منها الأسباب قرر خوض التجربة دون أن يبذل من الجهد شيئاً يمكن بأن يعود عليه في نهاية المطاف بأقل ما يمكن بأن يُطالب به، فهل هذا ما نريده لنا فعلاً؟ كل الأشياء لها بداية ونهاية، فإن وجدت منا ما تستحقه فلاشك أنها ستعطينا ما نستحقه، كرمضان هذا الشهر الفضيل، الذي عشنا معه تفاصيل البداية وأوشكنا على توديعه وتقبيل جبين النهاية، التي ستكون على قدر ما قد كان منا في البداية، فمن جد واجتهد سيخرج بما يستحقه حتماً، والعكس وارد وصحيح مع ذاك المُقصر، الذي تهاون وقصر حتى انسابت الأيام منه دون أن يستفيد منها كما يجب، ودون أن يتسابق فيها على الخيرات، التي سترفعه درجات ودرجات لن يحظى بها طالما أنه قبل الخسارة، ولم يبحث عن الفوز الحقيقي أبداً وظل ملتزماً بهذه الخسارة ومقتنعاً بها كل الوقت وما تبقى له منه؛ ليصل إلى آخر المطاف وكأنه لم يكن يوماً، فهل هذا ما يوده فعلاً؟ حين نتحدث عن قاعدة (البداية الجميلة ستأخذنا لنهاية أجمل) فنحن نتحدث عن قاعدة يُمكننا أن نقيس عليها الكثير من الأشياء التي نعيش بها ومن أجلها، ويمكننا أيضاً أن نتوقع ما سيكون بمجرد أن نرسم خط البداية، ولا يعني هذا أن غياب الجمال وشروطه عنها سيجبرنا على بلوغ أطراف نهاية تعيسة، ولكنه ما يعني أن الجهد سيتضاعف حتى نتمكن من الفوز بعكس ذلك تماماً في اللحظات الأخيرة، وهو ما سيتطلب كماً هائلاً من الإصرار الذي سيساعد على تجاوز الأمر على خير وجه إن شاء الله، وبما أن أكثر ما يشغل بال الزاوية الثالثة هو تجاوز كل الأشياء على خير وجه وكما يجب، فلقد كان من الضروري أن نُسلط الضوء على هذا الموضوع، الذي سندرك به ومن خلاله تلك الآمال التي تعلقونها على كل بداية لاشك ستأخذكم لتلك النهاية التي تحلمون بها. من همسات الزاوية أحياناً تسلك مساراً دون أن تدرك بدايته، ولكنك تمضي فيه نحو نهاية (ما) لابد أن تكون لك، والمشكلة أنك تتجمد وللحظات حين تفكر بالأسباب التي وصلت بك حيث أنت، وترغب وبشدة معرفة المزيد من التفاصيل، والحق أنه حقك الفعلي، ولكن التفكير بما مضى لن يفيد أبداً، بل وعلى العكس تماماً سيأخذ من وقتك الكثير مما يجدر بك الاهتمام به واستثماره في التوصل لنهاية تستحقها، وعليه فكر فيما تبقى لك، وتعلم أسرار تحويله لشيء أجمل من كل ما قد مضى، وتابع وستصل إن شاء الله في الوقت المناسب، ومن قبل كل هذا ثق بكل ما تملكه من إمكانيات وستفلح.