02 نوفمبر 2025

تسجيل

العدوان على غزة جريمة متعددة الأطراف

11 يوليو 2014

شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تحركات سياسية ولقاءات دبلوماسية إقليمية ودولية، في مسعى لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، دون أن تكون هذه التحركات والقرارات الصادرة عنها على مستوى التحدي، ولاعلى مستوى حجم الكارثة، التي أودت حتى الآن بحياة نحو 89 شهيدا فلسطينيا، بينهم 20 طفلاً وإصابة 630 بجروح، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء الماضي، الأمر الذي يؤكد ضرورة استجابة المجتمع الدولي للدعوة التي أطلقتها قطر، وجددتها أمس، في الاجتماع الاستثنائي الموسع للجنة التنفيذية لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقد بمدينة جدة، بالتحرك الفوري من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وفك الحصار الجائر على قطاع غزة.لعل الملاحظة الإيجابية الوحيدة حتى الآن جراء تعقيد الموقف، تنحصر في إحساس المجتمع الدولي بخطورة ما يحدث، وما سيترتب عليه في المستقبل، لكن مع عجز واضح في اتخاذ القرار، وازدواجية غير مسؤولة في المعايير، من خلال المساواة بين الضحية والجلاد بتحميل الطرفين مسؤولية ما يحدث من قتل ودمار، تدفع ثمنه غزة الصامدة منفردة، فيما تسرح طائرات الاحتلال، وتمرح مدافعه، في أجساد الأبرياء من الشعب الفلسطيني الأعزل.السفير الكويتي في الأمم المتحدة منصور العتيبي دعا مجلس الأمن باسم المجموعة العربية إلى "العمل على وقف العدوان الإسرائيلي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". وأضاف أنه "حان الوقت ليتبنى مجلس الأمن إعلاناً أو قراراً" في هذا الشأن، فيما صرح دبلوماسي غربي أن اجتماع مجلس الأمن مساء أمس يهدف إلى تبني اعلان يدين الهجمات الصاروخية على إسرائيل "ويطالب الجانبين بضبط النفس". وإضاف أن التوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء حول هذا النص "صعب لكنه ليس مستحيلاً".إذن هي جريمة متعددة الأطراف، يتحمل المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، النصيب الأوفر منها، بصمتِه وتواطؤه مع المحتل، فإلى متى يستمر هذا المشهد؟.