12 سبتمبر 2025

تسجيل

فرصة

11 يوليو 2013

طريق طويل لا تتضح ملامحه، يمتد كلما امتدت خطواتنا، يتسع، يضيق، يمتلئ بالعثرات، نترنح، نتعب، نبكي، نتفاءل، نبتسم، نصمت، برغم كل شيء نواصل المسير، لأنه لا خيار سوى أن نكمل ما بدأناه.. يربكنا الخوف من المجهول، يرعبنا أن لا نعرف مصيرنا، وهل سنجد طريقنا أم لا؟! يرعبنا أن نتغير كما تتغير ملامح الحياة فلا نفهم أنفسنا! فلا ننتبه للفرص التي تمر بنا لنسلم ونعبر طريقنا بأمان. ليس الكثير منا محظوظا، وليس الكثير منا يجد طريقه، هي أمور يقسمها الخالق بحكمته وعدله لكل مخلوق منا، سبحانه يُقدر لنا الفرص ويترك لنا الاختيار، فإما أن نصل وإما أن لا نصل، وطالما أن الاختيارات لنا والخيارات أمامنا، يتبقى علينا أن نتحلى بالجرأة والشجاعة ونقتنص ما نستحقه، وما قد يمكن أن يجعل طريقنا أكثر وضوحاً وأماناً، ولا أرى أجمل من رمضان قدوماً، لنختبر فيه قدراتنا على الاختيار بين ما تهوى النفس وما يجب عليها. أعتقد أن الكثير منا برغم فرحه بهذا الشهر الكريم إلا أنه قد يقع لحظات انفلات النفس ويُضيع فرصه الحقيقية في أن يغسل قلبه وسجله مما يحمله طوال عمره أو طوال عام، فالحياة المفتوحة المليئة بالمغريات، تستطيع خداع الانسان، واللهو بضعفه، وهنا تصبح المواجهة حقيقية وجهاد النفس صعب بين التغلب على الرغبات ودرء الأخطاء والشبهات. قد نبدأ مع رمضان باجتهاد أن نحسن العبادة، ونقوم على واجباتنا تجاه الله، ولكن إذا لم نتمسك بعمقه الديني والخُلقي، سنفشل في إتمامه كما يحب الله سبحانه وتعالى، إذ ان البعض منا يتهاون في العديد من الأمور باعتبارها بسيطة وتافهة، فيقع في أخطاء تفسد طهارة هذه العبادة العظيمة في قلبه، وينقص من أجرها، فقط لأنه اعتبر أن رمضان عبادة أكل لا خُلق. أعرف أن الجميع يدرك ما أعنيه، وأعرف أن الجميع لديه بإذن الله النية الحسنة بأن يُتم رمضان على أكمل وجه، ولكن دون أن يجاهد نفسه ويتخلص مما يحمل من سلبيات في سلوكياته وبالذات البسيطة لن يُشعر بحقيقة رمضان، ولا بفرصته العظيمة، فيضيعها ليضيع طريقه الأسهل إلى الجنة. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. لا تسمح لخوفك أن يغلبك وللطريق أن يضيعك، احمل فانوس ايمانك وتوكل على الله وستصل بإذنه إلى ما تحب، ولا تترك رمضان يمضي دون ان يساعدك لتجد نفسك. كل عام وانتم بخير