11 سبتمبر 2025

تسجيل

ضيف كريم

11 يوليو 2013

لقد منَّ الله تعالى على الأمة الإسلامية بشهر تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات، تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، وتعتق فيه الرقاب من النيران.. شهر كريم من رب كريم جعله رحمة بعباده العصاة.. نعصي الله تعالى ليس جهلاً بعظمته ولا بقدرته وإنما ضعفاً في إيماننا أواغتراراً منا بهذه الدنيا الغرور، ولأن إبليس يجري منا مجرى الدم، وقد أقسم وقال: "وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين".. فهو لا يفتر ولا يسأم، من أن يزين ويسوف ويغوي كلَّ من يستطيع، ليأخذ معه إلى جهنم أكبر قدر ممكن من بني آدم، ممن غرتهم الحياة الدنيا، وكلما هموا بالتوبة والرجوع مناهم الشيطان بأن الوقت مازال مبكراً وسوّف لهم، وأن الموت لم يأتِ بعد، وهكذا حتى يأتي قدر الله فجأة ويفوز الشيطان في تلك المعركة. فالله عز وجل أرحم وأدرى بعباده؛ جعل لهم شهر رمضان بكل عروضه التي لا يردها إلا الجاهل.. فحينما نسمع بأن سوقاً أو محلاً تجارياً يقوم، يعلن عن عرض خاص لديه فإننا سرعان ما نتسابق عليه، لاستغلال هذا العرض الخاص، فما بالنا بملك الملوك يعرض علينا هذا العرض الذي لا يتكرر إلا مرة كل سنة؟؟ يعرض علينا الجنة بخلودها ونعيمها وخيراتها التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يعرض علينا كل ذلك مقابل صيام هذا الشهر الفضيل، ومن زاد زاد الله في إكرامه؛ من قيام ليالي هذا الشهر الفضيل والصدقة فيه، والإكثار من الذكر والتوبة الصادقة والسعي في حاجة المسلمين وقراءة القرآن الكريم في شهر القرآن، وغير ذلك من الطاعات.. طوال هذا الشهر الفضيل فأوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، كما أخبرنا رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه. لقد حل بنا هذا الضيف الكريم من رب كريم، فمرحباً به ضيفاً حبيباً إلى قلوبنا ننتظره طوال العام، حتى إذا جاء لانت بنهاره قلوب قاسية، ودمعت بلياليه عيون جافة.. نحمد الله تعالى أن أكرمنا بهذا الشهر الفضيل.. رزقنا الله تعالى وإياكم صيامه وقيامه والتوبة الصادقة فيه، وجعلنا جميعاً برحمته من عتقاء هذا الشهر الكريم من النار، وكل عام وأنتم بكل الخير.