10 سبتمبر 2025

تسجيل

القليل من التقدير يعني الكثير

11 يونيو 2024

في محادثة خاطفة دارت بيني وبين صديقة لي، ومن وسط تلك الملفات التي تم التطرق إليها وتخص حياتنا المهنية معا وتُلخصها لامست حزنا طل من خلال ردودها، وعلى ما يبدو أن أثره قد كان بالغا لدرجة أن كلماتها بدت شاحبة وكأنها تشكو من ارتفاع حرارة (البؤس) الذي حرمها فرصة الاستمتاع بكل الإنجازات التي حققتها (والحق أنها تستحق منا رفع القبعة على ما سبق لها وأن تقدمت به) غير أنه ما لم يكن، فكان الأمر الذي ترك ذاك الأثر الغائر في أعماقها؛ ليطل ومن بعد من خلال ردودها (كما ذكرت آنفا)؛ لأجد نفسي أمام مهمة تعظيم ما قد أنجزته بكلمة طيبة بدلا من تقزيم حجمه كما يفعل البعض وللأسف الشديد، وهو ما قد أقبلت عليه؛ لمعرفتي بأهمية الكلمة التي يغلبها الطيب، وتتمتع بسحر يمكنه مسح ذاك الأثر الذي خلفته بعض الردود المتخلفة عن حقيقة: أن تقدير أي إنجاز يساعد على النمو والازدهار؛ ليأخذ حجمه الفعلي في عالم الإنجازات فيُحَمل صاحبه ومن بعد على العطاء أكثر دون أي تأخير أو تقصير. إذا وقع نفع الكلمة كالعملة، ويكفي أن نأخذ منها ذاك الوجه الإيجابي الذي يجدر به أن يكون كالمطر إذا وقع نفع، لا أن يقع كبلاء على رأس الآخر؛ ليحطمه وكل (سفن العطاء)، التي يخرج بها؛ كي يسلك مسيرته في هذه الحياة، وما يجدر بنا الوقوف على رأسه (هنا تحديدا) هو أن الكلمة الطيبة وما تحمله بين طياتها من تقدير لأي جهد يتقدم به أي فرد يُعزز مناعته ضد الصدمات ويقويه أكثر؛ ليعطي دون توقف سواها تلك اللحظة التي ستكون تحت مظلة (استراحة مُحارب) سيعود ومن بعدها أكثر قوة وصلابة لسابق العهد. كن أنت أول من يفعلها أيا كان وضعك في هذه الحياة، وأيا كان ذاك الدور الذي تقوم به، تذكر أنك وبكلمتك الطيبة تستطيع المساهمة بجعل محيطك أفضل بكثير من خلال السعادة التي تبثها في الآخر لمجرد أنك تقدر إنجازه وتربت على ظهره بها، فلا تبخل أو تستهين بهذه المهمة الصغيرة ذات الأثر العظيم، وكن على ثقة أن ما يخرج منك سيعود إليك، بمعنى أن ما تُعطيه ويستحقه الآخر ستبحث عنه في مرحلة لاحقة، وعليه كن أنت أول من يُبادر ويُعطي؛ كي تأخذ ما هو لك مستقبلا. ثم ماذا؟ هذه الأيام فضيلة، ولك أن تدرك أن الأعمال الصالحة التي تقوم بها سيتضاعف حجمها؛ لتملأ صحيفتك بما سيُحسب لك في حياة لاحقة، وعليه فليكن عملك هو تقدير ما ينجزه غيرك بكلمة طيبة سيمتد أثرها إليك دون شك. خذ مني هذه الكلمات لكل من ينجز، ولكنه لا يجده ذاك (التقدير) الذي يستحقه ويحتاج إليه، خذ مني هذه الكلمات: Keep Going فهناك من يتابع عملك خطوة بخطوة ويدرك أنك تعمل وضميرك يتصدر كل مشهد تشارك فيه، (نعم) قد يزعجك تَقبل ما يقابل إنجازك من تقزيم، ولكن (لا) لا تسمح لذاتك بأن تقف عند ذاك الحد، وتابع وأنت على يقين تام بأنك ستصل ذات يوم؛ لأنك بإذن الله ستصل، وحتى يحين ذاك الحين، ألقاك وكل من يعطي بضمير على خير.