12 ديسمبر 2025

تسجيل

البساطة عنوان الفخامة

11 يونيو 2023

في معظم إن لم تكن كل المناسبات الملكية العربية والأجنبية نلاحظ البساطة والرُقي هو عنوان الحفل، وربما تكون تلك البساطة مُكلفة، وسعرها مرتفع ولكنها راقية لا تؤذي العين رغم أنها لافتة، ومنذ الأزل تمتاز الحفلات الملكية بعراقتها وبذخها مما يجعلها مادة دسمة للإعلام والتباهي بالتكلفة والبحث عن قيمة ملابس أصحاب الحفل أو الضيوف ومجوهراتهم وغيرها، ومؤخراً شهدنا حفلين ملكيين أحدهما تنصيب الملك تشارلز ملكاً على بريطانيا والآخر مراسم احتفالات زفاف الأمير حسين بن عبدالله الثاني على الأميرة رجوة السيف، ذلك الحفل الذي ما زال يشغل الرأي العام ويتصدر مواقع التواصل الاجتماعي رغم البساطة الراقية التي ظهرت بها العروس في كل الحفلات، ورغم أنها ارتدت فساتينها من أشهر وأرقى المصممين وبيوت الأزياء إلاّ أنها ظهرت بشكل ساحر وأنيق وراق والأهم أنه محتشم. وهذا يقودنا إلى الاحتشام في الملابس، فتجد أن معظم الضيوف في المناسبات الملكية سواء الغربية أو العربية يحرصون على الاحتشام، ومعظم النساء يلبسن فساتين وبدلات من أرقى دور الأزياء إلاّ أنها مُحتشمة ولا تكشف عن أجسادهن، فتجد الفساتين تحت الركبة دائماً إن لم تكن طويلة، ولها أكمام وياقة عالية مما يضفي طابعاً راقياً على النساء، كما أن الأغلبية يرتدين فساتين اللون الواحد أو اللونين وفي ذلك اشتهرت الملكة الراحلة اليزابيث التي ارتدت كل الألوان بأناقة ولكنها حرصت على اللون الواحد أو كحد أقصى لونين فقط مما لفت الأنظار إليها طول حياتها بملابسها المُحتشمة والأنيقة جداً والراقية. أمر أخر تكرر لدى بعض الأميرات وهو تكرار البدلة أو الفستان في أكثر من مناسبة متباعدة وهو دليل على عدم التبذير، خاصة إذا لم يأخذ الفستان حقه في التسليط الإعلامي، فلا بأس من تكرار الملابس وبالتأكيد هو ليس قصوراً ولا بُخلاً من العائلة المالكة ولكن الطبيعي أن تتكرر الملابس خاصة عندما يكون الفستان من مصمم عالمي ودار أزياء عالمية وسعره مرتفع فلا ينقص الملكة أو الأميرة من شأنهن لأنهن هن من يضفين القيمة للملابس. موضوع الاحتشام هو سيد الموقف في الحفلات الراقية، وللأسف نجد أن كثيرا من النساء في منطقتنا يميلون إلى ملابس غير محتشمة وتظهر مفاتنهن سواء في حفلات مختلطة أو الحفلات النسائية البحتة أو في الطرقات العامة (وهذا ما نلاحظه مؤخراً في الأماكن العامة)، ففستان العروس المحتشم يظهر حياءها وتظهر بهيئة ملكة أكثر من الفستان المكشوف الصدر أو بدون أكمام، كذلك المعازيم وإن كانت الحفلات نسائية ما الداعي من إظهار المفاتن بشبه التعري، فبذلك تكون أكثر عُرضة للعين والحسد والانتقاد من الآخرين، كما أن بعض أجسام السيدات لا يناسب الملابس المكشوفة بل تظهر بشكل بشع ومؤذ للعين، وأعتبر ذلك ثقة في غير محلها، فكل امرأة عليها اختيار الملابس المناسبة لجسمها أولاً ولعمرها ومكانتها الاجتماعية ثانياً، ومراعاة الرقي في البساطة والاحتشام. • تلاحظ الفرق واضحا في طريقة الملابس بين الحفلات الملكية وحفلات السجاد الأحمر للفنانين، فالحفلات الملكية يطغى عليها الاحتشام والفخامة، وفي السجاد الأحمر يتفنن في التعّري والمبالغة في الملابس، فعليكِ أن تختاري عزيزتي المرأة إلى أي فئة يجب أن تنتمي عند اختيار ملابسك. • أعتقد أن على الجهات المختصة في قطر، إصدار قانون واضح و( مُطبق) حول الملابس المحتشمة في الأماكن العامة سواء مولات أو مطاعم، لأن ما نراه من عدم احترام لعادات المجتمع من بعض المقيمين أصبح مُزعجاً ومؤذياً لعيون العائلات وسبباً مباشراً للتحرش!. • تُبهرنا دائماً وفي كل المناسبات المحلية والعالمية أيقونة الأناقة والفخامة سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله، فهي مثال الأناقة الراقية، المحتشمة واللافتة والتي يتصدر مظهرها الراقي الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ونظل نتعطش لرؤيتها في كل المحافل لنتعلم منها أصول الأناقة والرقي.