قطر والأمم المتحدة.. نموذج جديد للعمل المشترك

تمثل الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين دولة قطر والأمم المتحدة، نموذجا فريدا للعمل المشترك من أجل تحقيق مبادئ وأهداف المنظمة الدولية، حيث تشكل دولة قطر حضورا قويا وبارزا في أغلب أنشطة الأمم المتحدة ووكالاتها، سواء من خلال مساهماتها البارزة في دفع جهود الامن والسلم الدوليين باعتمادها دبلوماسية الوساطة، أو مبادراتها المتميزة التي تتعلق بمكافحة الارهاب أو بالجوانب الانسانية والتنموية والاجتماعية، بل وفي الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما يقود إلى تحقيق الأهداف المنشودة للمنظمة الدولية. لقد جاءت زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح السيدة فرجينيا غامبا للدوحة والتي استغرقت ثلاثة ايام التقت خلالها بالعديد من المسؤولين في الدولة والجهات ذات الصلة، لتؤكد مدى عمق الشراكة بين دولة قطر والأمم المتحدة، حيث تم الاعلان عن قرب افتتاح مركز إقليمي للتحليل والاتصال، على غرار مكاتب أخرى في أوروبا وغيرها، وذلك لتعزيز العمل الإيجابي المشترك بما يدعم الأهداف الرامية لإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة. كانت دولة قطر وستظل من أبرز الشركاء مع الأمم المتحدة في رعاية ودعم الأطفال في مناطق النزاع المسلح ومن أبرز دعاة حماية التعليم في حالات الطوارئ وتعليم الفتيات والأطفال في مناطق النزاع العنيف، وذلك من خلال العديد من المبادرات القوية التي طرحتها وتبنتها الأمم المتحدة، بقرارات صادرة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. إن افتتاح مكتب ومركز في الدوحة لتعزيز جهود الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، هو امتداد لمبادرات دولة قطر ودورها الحيوي في هذا المجال بما يعزز عملها المشترك مع الامم المتحدة بشأن حماية الأطفال قبل وأثناء وبعد الصراع، فضلا عن كون المكتب الاقليمي يسهم في زيادة آفاق التعاون بين الامم المتحدة وشركائها في المنطقة.