11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تُمرقه بسهولة

11 يونيو 2016

حين يتعلق الأمر برمضان فلاشك أن مؤشر الحديث يميل نحو سعادة داخلية لا يمكننا تفسيرها أبداً؛ لذا نستسلم وبكل سهولة أمام ضرورة الاندماج مع هذا الشهر الفضيل الذي يتنقل بسرعة خاطفة بين نقطة البداية ونقطة النهاية دون أن نُقدم على أي شيء سواه التفكير بكل عمل يستطيع مُضاعفة رقعة أعمالنا المُشرفة قبل أن يمضي الوقت ويرحل عنا ضيفنا الغالي، الذي لا أستطيع كما لن يفعل سواي تصديق حقيقة أنه على وشك أن ينقضي وبهذه السرعة، ولكني مُجبرة كما هو الحال مع غيري على الانصياع لتلبية واجب خوض المنافسة القائمة بين ما يجدر بأن يكون وما يمكننا تحقيقه من الأصل.إن المنافسة التي تُفرض علينا تُعطينا الكثير فهي تُشعل الحماس، وتُنعش الروح؛ لتحلق ومن بعد مع كل عمل تريد التقدم به؛ لذا وعلى الرغم من المشقة التي يعاني منها البعض خلال ساعات الصيام إلا أن الأمر يبدو لطيفاً على القلب، ومُحفزاً؛ لأنه يحثنا على التقدم بالمزيد من الأعمال الصالحة التي تُحسب لصاحبها، ومن وجهة نظري فإن ما يغرسه رمضان يساعد على تهذيب وتشذيب النفس، التي ترتقي في كل مرة حتى يصل بها الأمر إلى مرحلة ستترفع فيه عن صغائر الأمور التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، ولن يكون الالتفات إلا للأمور الكبيرة التي تستحق ذلك فعلاً.لاشك أن لرمضان ما يُميزه عن غيره من الشهور؛ لذا نحرص فيه على اكتشاف أفضل ما لدينا؛ كي نتمسك ونلتزم به أكثر، وكما سبق لي وأن ذكرت في مقالات سابقة فإن رمضان كنقطة ننطلق منها نحو ما نريده، نقطة نتجدد فيها بعد أن تنزاح عنا كل السلبيات التي تؤخرنا وتجعلنا في آخر الصفوف، ولكنها تفقد سيطرتها علينا بمجرد أن نتجدد، ونصبح كصفحات بيضاء تنتظر ما سيُكتب عليها، ومن الأفضل أن يكون الأفضل على الإطلاق؛ لأنه كل ما سنعيش معه في محطات لاحقة إن شاء الله.أحبتي: تفرض علينا الحياة ضرورة تبادل الخبرات في سبيل اكتساب الجديد والمفيد، وما نسعى إليه من خلال صفحة (الزاوية الثالثة) كما جرت العادة هو تبادل تلك الخبرات على أمل أن نبث التغيير المطلوب والكافي في النفوس، وهو ما قد حصلنا عليه من خلال مشاركاتكم التي نتشرف بها ونسعد، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةأن تعيش يعني أن تتغير، وأن تتغير يعني أن تقبل بالتجديد، وهذا الأخير هو كل ما يمكنك الحصول عليه من خلال تطهير قلبك، الذي لن يجد فرصة أفضل؛ لتحقيق ذلك إلا في (رمضان)، الذي يُقبل عليك محملاً بالكثير مما يمكنك أخذه؛ للاستفادة منه وتغيير ما أنت عليه حتى وإن كان ذلك بشكل تدريجي سيفي بالغرض بإذن الله تعالى، ويكفي أن تُحقق ذلك؛ كي يتحقق لك ما تريده.