29 أكتوبر 2025

تسجيل

صفات المتقين

11 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) عن ابن مسعود ( رضى الله عنه ) أنه قال: قال ( صلى الله عليه وسلم ) : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة , والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) .وقد تكلموا في شأن الفواتح الكريمة وما أريد بها فقيل إنها من العلوم المستورة والأسرار المحجوبة روى عن الصديق ( رضى الله عنه ) " أنه قال : في كل كتاب سر وسر القرآن أوائل السور " .وعن علي ( رضى الله عنه ) : " أن لكل كتاب صفوة , وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي " , وسئل الشعبى عنها فقال : سر الله تعالى فلا تطلبوه , وقيل : إنها صفات الأفعال , الألف آلاؤه , واللام لطفه , والميم مجده وملكه .وقيل إنها من قبيل الحساب , وقيل الألف من الله واللام من جبريل والميم من محمد أي : أنزل الله الكتاب بواسطة جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام . ( ذلك ) اسم إشارة وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان بعلو شأنه وكونه في الغاية القاصية من الفضل والشرف . ( الكتاب ) جميع القرآن الكريم وإن لم يتم عند نزول السورة إما – باعتبار تحققه في علم الله عز وجل – أو باعتبار ثبوته في اللوح , والمعنى أن ذلك هو الكتاب الكامل الحقيقي بأن يخص به اسم الكتاب لغاية تفوقه على الكتب السماوية السابقة . ( لا ريب فيه ) والريب في الأصل مصدر رابني إذا حصل فيك الريبة,ومعنى نفيه عن الكتاب أنه في علو الشأن , وسطوع البرهان بحيث ليس فيه مظنة أن يرتاب في حقيقته . ( هدى ) طريق الهداية والإيصال إلى البغية بتعريف معالمه وتبيين مسالكه . ( للمتقين ) المتصفين بالتقوى حالا أومآلا , وتخصيص الهدى بهم لما أنهم المقتبسون من أنواره , المنتفعون بآثاره , والتقوى في عرف الشرع : كمال التوقي عما يضره في الآخرة , قال عليه السلام : " جماع التقوى في قوله تعالى : > إن الله يأمر بالعدل والإحسان . . الخ الآية < , وعن عمر بن عبدالعزيز : أنه ترك ما حرم الله وأداء ما فرض الله , والمتقي : من يترك مالا بأس به حذرا من الوقوع فيما فيه بأس , ومن تبرأ عن حوله وقدرته , والتقوى : هو التورع عن كل ما فيه شبهة , ومجانبة كل ما يبعدك عن الله تعالى , وألا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك . ( الذين يؤمنون بالغيب ) وهو في الشرع : لا يتحقق بدون التصديق بما علم ضرورة أنه من دين نبينا – عليه الصلاة والسلام – كالتوحيد والنبوة والبعث والجزاء ونظائرها , ومن أخل بالإقرار فهو كافر , ومن أخل بالعمل فهو فاسق اتفاقا .والغيب : ما غاب عن الحس والعقل غيبة كاملة بحيث لا يدرك بواحد منهما ابتداء بطريق البداهة ,( ويقيمون الصلاة ) إقامتها عبارة عن تعديل أركانها وحفظها من أن يقع في شئ فرائضها وسننها وآدابها زيغ . ( ومما رزقناهم ينفقون ) المراد بهذا الإنفاق الصرف إلى سبيل الخير فرضا كان أو نفلا , وقد يراد به الإنفاق من جميع المعاون التي منحهم الله تعالى من النعم الظاهرة والباطنة ويؤيده قوله – عليه السلام – " إن علما لا ينال به ككنز لا ينفق منه " وإليه ذهب من قال : ومما خصصناهم من أنوار المعرفة يفيضون .( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) هناك قسمان من المؤمنين الأولين : وهم الذين آمنوا بعد الشرك والغفلة عن جميع الشرائع ,والتعبير عن المؤمن به بالغيب وبالآخرين الذين آمنوا بالقرآن بعد الإيمان بالكتب المنزلة قبل كعبدالله بن سلام وأضرابه أو على المتقين على أن يراد بهم الأولون خاصة , إنهم الجامعون بين الإيمان بما يدركه العقل جملة والإتيان بما يصدقه من العبادات البدنية والمالية وبين الإيمان بما لا طريق إليه غير السمع , ( وما أنزل من قبلك ) أى من الكتب الإلهية بأن يتلقاها الملك من جنابه عز وجل تلقيا روحيا , أو يحفظها من اللوح المحفوظ فينزل بها إلى الرسل- عليهم السلام– والمراد بما أنزل إليك هو القرآن بأسره والشريعة عن آخرها , والتعبير عن إنزاله بالماضي مع كون بعضه مترقبا حينئذ لتغليب المحقق على المقدار , أو لتنزيل ما في شرف الوقوع لتحققه منزلة الواقع كما في قوله تعالى ( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) مع أن الجن ما كانوا سمعوا الكتاب جميعا , ولا كان الجميع إذ ذاك نازلا ,( وما أنزل من قبلك ) التوراة والإنجيل وسائر الكتب السالفة ,( وبالآخرة هم يوقنون ) الإيقان إتقان العلم بالشئ بنفى الشك والشبهة عنه ولذلك لا يسمى علمه تعالى يقينا أي يعلمون علما قطعيا مزيحا لما كان أهل الكتاب عليه من الشكوك والأوهام التي من جملتها زعمهم أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى , وأن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات , واختلافهم في أن نعيم الجنة هل هو من قبيل نعيم الدنيا أو لا ؟ وهل هو دائم أو لا ؟ وكذلك اعتقادهم في أمور الآخرة بمعزل من الصحة فضلا عن الوصول إلى مرتبة اليقين .