12 سبتمبر 2025

تسجيل

ومطعمه حرام

11 يونيو 2016

لا يزال الحديث موصولا عن أسباب الفتور وقد مر منا في المقالات السابقة خمسة أسباب هي: 6 - الغلو في الدين والتشدد فيه.7- الإسراف في المباحات.8- العزلة وترك الجماعة.9- قلة تذكّر الموت والدار الآخرة: 10- التقصير في عمل اليوم والليلة: مثل النوم عن الصلاة المكتوبة.واليوم نقف عند السبب السادس وهو: دخول جوفه شيء محرم أو به شبهة؛ إما بسبب تقصيره وعدم إتقانه للعمل اليومي الذي يتعيش منه، وإما بسبب تعامله فيما نسميه شبهة، وإما بسبب غير ذلك، فمثل هذا يعاقب من سيده ومولاه، وأدني عقاب في الدنيا، أن يفتر فيقعد ويرقد عن الطاعات، أو على الأقل يكسل ويتثاقل فلا يجد للقيام لذة، ولا للمناجاة حلاوة.ولعل هذا هو سر دعوة الإسلام إلى أكل الحلال وتحريه، والابتعاد عن الحرام، وما كانت به أدنى شبهة، إذ يقول الله عز وجل: { يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين }، { فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون }، { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم }.وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (كل جسد نبت من سحت -أي من حرام- فالنار أولى به)، وقوله: (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهة فمن ترك ما يشتبه عليه من الإثم كان لما استبان أترك، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الإثم، أوشك أن يواقع ما استبان، والمعاصي حمى الله، من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه). وقوله: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). لقد ربى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عمليا على ذلك حين يجد تمرة في الطريق ويرفض أكلها قائلا: (لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها). وعلى هذا النهج سار السلف، عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: (كان لأبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- غلام يخرج له الخراج، فجاء في يوم بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني، فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء أكله).