15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الإحساس بالجمال قيمة فذة نحتاجها كثيراً في حياتنا، لذا يتعين علينا أن نصغي جيداً لصوت الفن في دخائلنا؛ فهو يمثل نتاجاً لعناصر إبداعية مبتكرة ذات أثر بالغ على المتذوقين من شأنها تحفيز أفكار المشاهد بما يطلق عليه الاستجابة الجمالية.يرى الفيلسوف الألماني "هيغل" أن علم الجمال هو فلسفة الفن الجميل، إنه فلسفة للوعي الجمالي، وفلسفة للقدرة على الإبداع الأكثر صدقًا وجمالاً، فلسفة للتذوق الأكثر قدرة على الاستيعاب.والسؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح هو: ما المقصود بالجمال في الفنون؟ إن المقصود بذلك هو: الجانب الذي يحتويه العمل الفني للبعد الجمالي للفن وهو الذي يجعل من الفن فنا.. وسؤال آخر يطرح نفسه: ما الذي يميز الفنان المبدع عن الفنان العادي.. وما هو الفرق بين الغث والثمين بالجمال الفني؟ والفرق أن الجمال الفني هو من اختيار الفنان لبعض ما في الطبيعة, ثم يحذف ويضيف عليها من إحساسه ومشاعره وخبراته ورؤيته وفلسفته وأسلوبه, وإذا ما حاول الفنان رسم الطبيعة كما هي, فإنه بذلك لن يضيف شيئا جديدا عليها, ولا على جمالها وفى هذه الحالة يتحول إلى مهارة في النقل والمحاكاة... ويبتعد عن أي مظهر من مظاهر الإبداع, بل يصبح مجرد موثق, وأداة تسجيل وهذه ليست مهمة الفنان على الإطلاق. نجد الجمال الفني أسمى من الجمال الطبيعي، لأن الفن نتاج الروح؛ فبما أن الروح أسمى من الطبيعة فإن هذا السمو ينتقل إلى نتاج الفنان.إن دور الفنان في جميع الأحوال يبقى هو المحور الرئيسي الذي يحدد قيمة العمل الفني؛ فبقدر ما يكون الفنان موجودا في لوحته, ببصمته, وأسلوبه, وشخصيته, ورأيه في كل ما حوله, بقدر ما يكون العمل الفني موفقا وناجحا وله قيمته التشكيلية محصنا بالجانب الفكري الذي يميزه عن غيره.. فالفن هو إبداع, فيه الذكاء فيه الخيال, فيه التجديد, فيه الدهشة والمفاجأة فيه حرية الفنان الأصيل، كما أن تأمُّل الجمال حسًّا ومعنًى، ليس أمرًا دخيلاً على حضارتنا الإسلامية؛ فهو من أصول هذا الدين الحق، وكتاب الله -عز وجل- مملوء بالحث على التعبُّد بالتأمل والنظر، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله جميل يحب الجمال". هنا بالضبط يبرز لنا معنى الفن للفن. إن المعلِّم والمُوجـِّه، والمرشِد والنَّاصح، والكاتب والمثقَّف، وغيرهم، كلُّ هؤلاء ينبغي أن يكونوا أهلاً للقول الجميل، والفعل الجميل، والصَّبر الجميل، والصَّفح الجميل، وحتى الهجر الجميل!