17 سبتمبر 2025
تسجيلمر عام ومضت شهوره وكأنها لم تمض، وقارب الضيف الكريم شهر رمضان على الوصول، والقلوب تنبض شوقاً لقدومه وكل يجهز لهذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات، وتصفد فيه الشياطين، وتكثر فيه العبادات والطاعات، وتنحصر فيه المعاصي والسيئات، وتعم فيه الخيرات، وتجتمع فيه الأسر والأرحام، فالناس فيه منهم من يسعى مستميتاً لاستغلال كل لحظة من أجل جمع الحسنات ومضاعفة الثواب والتوبة الصادقة، ومنهم من يتسابق للمباهاة بالطعام والأواني وغير ذلك من متاع الحياة الزائل.ولكن الذكي هو الذي يعرف قيمة هذا العرض القيم الذي يقدمه الله تعالى لنا، لأنه سبحانه هو الذي خلقنا وهو أعلم بضعف نفوسنا وبحبنا لأهواء أنفسنا، لذا جعل لنا رمضان شهراً يعوض فيه تقصيرنا طوال الأشهر الماضية، وعرضا ذهبياً من استغله فقد كسب الخير الكثير، ومن فاته هذا الكنز فقد خسر الكثير.ان من أسباب التوفيق في استغلال رمضان الكريم هو التجهيز له قبل ادراكه، فكل عمل مهم وكبير لابد أن يتجهز له كل مقبل عليه بكل مايتطلبه ذلك من عدة وعتاد، وكل تجهيز لأمر يبدأ من الداخل قبل الخارج، اذا فالمدرك لحقيقة هذا الأمر يبدأ بروحه من الداخل،فيقبل على الله تعالى بقلب خالص ونية صادقة، ونفس خالية من الأضغان والأحقاد، وعزيمة قوية لتحقيق أسمى أهداف الشهر الفضيل من مغفرة وطاعات وأعمال خير قدر الاستطاعة وبأقصى طاقة.وهكذا تتحقق المقاصد بادراك رحمات وخيرات شهر رمضان الكريم، بلغنا الله تعالى واياكم أيامه لافاقدين ولامفقودين.